قال سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {أَوْ كَصَيِّبٍ} [البقرة:19] والصيب: المطر؛ ولأهل العلم في الصيب قولان:
1 - القول الأول: هو المطر، وهو الصحيح.
2 - القول الثاني: هو كل ما ينزل من السماء من رذاذ وطش وسحاب وما يشابهه، قاله ابن قتيبة، ولكن الرأي الأول هو الأحسن، فالصيب الذي يصوب.
وللمطر أسماء منها: (الوكل- الغادي- الوسمي- الولي- الطش- الرش- المطر- الغيث- إلخ) والعجيب أن الغالب في القرآن إذا ذكر الله المطر فهو للعذاب: (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ) [الشعراء:173].
وإذا ذكر الله الغيث فهو للرحمة، وهذا في الغالب؛ ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم: {مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث} ولم يقل: المطر.
وقسم ابن الجوزي في المدهش أقسام المطر، فقال: الرش والطش والغادي والولي والوسمي وغيرها من الأسماء التي تبلغ العشرات.
فأما الرش فهو: الذي ينزل رذاذاً قطرة قطرة.
وأما الطش فهو: الأكثر منه.
وأما الغادي: فغالباً يأتي في أول النهار.
وأما الولي فهو: الذي يسبقه مطر كثيف، ثم يأتي مباشرة.
وأما الوسمي فهو: يأتي على ميقات من الزمن.
وأما الديمة فهو: الذي يستمر دائماً.
وسبحان الذي جعل في المطر آيات، وله حكمة بالغة تبارك وتعالى.
وذكر بعض أهل العلم كـ ابن الجوزي: أن من أسباب إجابة الدعاء: نزول الغيث، ولذلك ترتاح القلوب إذا سمعت الطش والرش، وأنت تسأل الله أن ينزل على قلبك رحمةً كما أنزل على الأرض رحمةً سُبحَانَهُ وَتَعَالَى.