سُئِلَ صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان؟ فقال: {الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله, وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت.
والإيمان: أن تؤمن بالله, وملائكته, وكتبه, ورسله, واليوم الآخر, وتؤمن بالقدر خيره وشره.
والإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك} حديث صحيح.
بالله لفظك هذا فاض من عسل أم قد صببت على أفواهنا العسلَ
والعجيب أنه عليه الصلاة والسلام ما كان يتوقف في الأسئلة إلا نادراً، أحياناً يتوقف ليطلب الوحي، وأحياناً يتوقف، ويقول: لا أدري، وهذه قالها ثلاث مرات في حياته, كما روى الحاكم يقول: قال عليه الصلاة والسلام: {لا أدري أتبع نبي أو رجل صالح؟ ولا أدري هل الحدود كفارات أو لا؟ ولا أدري أذو القرنين نبي أو لا؟}.
وجاءه رجل فقال: {يا رسول الله، قبلت امرأةً أجنبية فهل لي من كفارة -والرجل وجل وخائف- قال: لا أدري, ثم توقف فأنزل الله: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود:114] قال: هل هي لي خاصة؟ قال: بل لك ولكل من عمل بعملك من أمتي إلى يوم القيامة}.
وجاء أعرابي إلى عمر فقال: يا عمر! الطواف قبل السعي أم السعي قبل الطواف؟
قال: [[إن سعيت قبل أن تطوف فلا حرج عليك، وإن طفت قبل أن تسعى فلا حرج.
قال: صدقت، سألت محمداً قبل قليل فقال كما قلت.
فالتفت عمر ودحرج بعينيه، وقال: سقطت من يديك.
تسأل الرسول صلى الله عليه وسلم ثم تسألني؟!]].
وروي أن عمر رضي الله عنه وأرضاه جاءه رجل من المنافقين ومعه رجل من اليهود يتخاصمان، فسأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن حكم بينه وبين صاحبه فأفتاه، ثم ذهب إلى أبي بكر فأفتاه.
ثم ذهب الخصمان إلى عمر فسألوه.
قال: [[أسألتم أحداً قبلي؟ قالوا: سألنا الرسول صلى الله عليه وسلم.
قال: فماذا أجابكم؟ قالوا: بكذا وكذا.
وسألنا أبا بكر فأجابنا بكذا وكذا.
قال عمر: انتظراني لأجيبكم إن شاء الله.
ثم ذهب فدخل بيته فأخرج سيفه، وأتى إلى الرجلين فأتى عليهما فقطع رأسيهما]].
وهذا لا يتعارض مع القرآن, فإنه لا يؤمن من كان في قلبه حرج من حكم الله وحكم رسول الله عليه الصلاة والسلام.