من دروس الابتلاء: الابتلاء علامة لمحبة الله للعبد

ومن دروس الابتلاء: أن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط، وبعض الابتلاءات تجعل ضعاف النفوس يتحول عن الإسلام تماماً، وبعضهم يصاب بمصيبة فيترك المسجد ويكفر بالدين ويعرض عن لا إله إلا الله، ويترك منهج الله! خسر الدنيا والآخرة، انقلب على وجهه، قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} [الحج:11] لكن يأبى الله أن ينقلب العبد على وجهه بعد أن ذاق حلاوة الإيمان، وبعد أن أحب محمداً عليه الصلاة والسلام أكثر من أمه وأبيه.

{فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم:32] ولكن يقول ابن تيمية لأنه قد افُتري عليه افتراءات وهو في الإسكندرية يقول: "يحق للعبد أن يدافع عن نفسه في وقت البلاء".

فأقول: والله الذي لا إله إلا هو إن العبد يتمنى صباح مساء أن يصب دمه خدمة للا إله إلا الله، والله إن أعظم ما يمكن أن أتمناه وأنتم -إن شاء الله- أن تسفك دماؤنا في الأرض لتنتصر لا إله إلا الله، اللهم إنا نسألك أن تصدق قولنا بشهادةٍ في سبيلك، اللهم اسفك دماءنا لترتفع لا إله إلا الله، اللهم قطّع رءوسنا ليبقى الحق حقاً في الأرض وتبقى الرسالة.

فداً لك من يقصر في فداك فلا ملك إذاً إلا فداكا

أروح وقد ختمت على فؤادي بحبك أن يحل به سواكا

لا يحل به إلا لا إله إلا الله، وإلا الرسالة والرسول عليه الصلاة السلام؛ حينها يعرف سُبحَانَهُ وَتَعَالَى أنا نريد أن ينتصر هذا الدين على جماجمنا، ولحومنا ودمائنا، ولا أبقى الله باقية لمن يريد أن يسفل الدين ليرتفع هو، أو يهزم أو يخسر أو ينال شهرة على حساب الدين حاشا وكلا! {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ} [آل عمران:193] ربنا إننا أتينا نريد ما عندك.

وليس على الأعقاب تدمى كلومنا ولكن على أعقابنا تقطر الدما

تأخرت أستبقي الحياة فلم أجد لنفسي حياة مثل أن أتقدما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015