حال أهل الأعراف

Q لقد ذكرت في محاضرتك أن رجالاً يسكنون بين الجنة والنار، فهل هم منعمون بخيرات الجنة؟

صلى الله عليه وسلم ذكر أهل التفسير في هؤلاء الرجال أقوالاً منها:

أنهم أناس تساوت حسناتهم وسيئاتهم، فأنزلهم الله في الأعراف، لكن لا بد لهم من دخول الجنة فيما بعد؛ لأنهم من الموحدين، ومنتهى الموحد ولو دَخَل النار أن يُدْخَل الجنة.

وقال بعضهم: هم الشهداء الذين لم يستأذنوا والدِيهم قيل:

وأهل الأعراف مُنَعَّمُون، لكن قيل: إنهم في جبال تشبه جبال الدنيا، وشجر الدنيا، ومثل ماء الدنيا، ودور الدنيا، وهذه ليست كالجنة، فإن موضع السوط الواحد فيها يعادل الدنيا وما فيها.

وأقل أهل الجنة منزلة يملك عشرة أمثال ملك في الدنيا، قصره في الجنة كالربابة البيضاء، أي: كالسحابة، يركب هو وأهله في القصر، فيمشي بهم في سماء الجنة، من قصر إلى قصر، وكل هذه الأراضي التي يجتازها ملك له، وهو من أقلهم منزلة.

الخيمة الواحدة طولها في السماء ستون ميلاً، يُرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها.

والشجرة الواحدة في الجنة لا يقطعها الراكب على الفرس المُجِدِّ إلا في مائة عام.

وهم فيها لا يبولون ولا يتغوطون، ولا يمتخطون ولا ينامون، ولا يهتمون ولا يحزنون ولا يغتمون، قلوبهم على قلب رجل واحد، خلا من الحقد والحسد، نزع الله الحقد والحسد يوم دخلوا الجنة، وجوههم كالقمر ليلة أربعة عشر.

ولباسهم الإستبرق والحرير، وأساورهم الذهب والفضة كما وصف الله، ومهما وصف الواصفون فلن يبلغوا حقيقتها، نسأل الله رحمته وأن يدخلنا جنته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015