Q ذكرت أن من أقسام العلم الأصيل علم الفرائض، ولكن وللأسف كثير من طلاب العلم يتهرب من هذا العلم, وهذا خطر شديد على الإسلام والمسلمين، أرجو توضيح هذا الأمر والإرشاد إلى الصواب؟
صلى الله عليه وسلم علم الفرائض، من صدقه صلى الله عليه وسلم الذي وقع حدسه في الأمة، أن علم الفرائض بدأ يهمل وينسى، وهو أول علم ينسى, ولذلك حث صلى الله عليه وسلم على تعلمه، وقال في بعض الآثار: هو نصف العلم؛ لأن علم الحياة المواريث، وعلم الآخرة علم القلوب, أو ما يقرب من الله عز وجل, وهذا العلم في الحقيقة قصرنا فيه كثيراً, لأسباب منها:
أن هذا العلم يحتاج إلى مصاحبة دائمة ومسائلة، فإذا تركته فترة من الوقت نسيته، فلا بد لمن أراد هذا العلم أن يكون له كل يوم ولو مسألة يتشاغل بحلها وتقسيمها, حتى يبقى متذكراً لهذا العلم، ولذلك تجد أكثر الناس تذكراً له المفتون والقضاة.
والسبب الثاني: أنه ليس هناك من يشجع، وأدخل على المسلمين بعض العلوم، أدخلت مجلدات كبار ككبر الأسمنت مكتوب عليها الثقافة الإسلامية، ليس فيها ما يسمن ولا يغني من جوع، كلام كله مصفوف: الإسلام دين عدالة، ودين قوة، عناصر مركزية تنطلق من أطر وتنبثق في بوتقة، وهكذا فنشغل به (576) صفحة ونقرأه ليلة الامتحان، ونلخصه في عناصر ومن أطر وتنبثق في بوتقة، وهكذا فنشغل به (576) صفحة ونقرأه ليلة الامتحان، ونلخصه في عناصر ولا نأتي بجيد، فلو كانت ثقافتنا من الكتاب والسنة أو من الكتاب الذين كتبوا في الثقافة بعمق، لكان أحسن.
ولكن نجعل لعلم الفرائض حظاً، ولعلم أصول الفقه، وكل علم نأخذ منه بنصيب، ولذلك نحن بحاجة لأن نتعلم بعض العلوم، وأنا أذكر أن من أهم العلوم التي قررت علم التربية، أما رأيتم منهج التربية عند المسلمين للنحلاوي، ما أحسن إشراقه واستشهاده وعرضه، وأسلوبه وصدقه وإخلاصه في الكتاب! وكيف أثر في الكثير من الشباب! لأننا بحاجة لهذا العلم, وبماذا نقابل الناس، إذا كان عندهم تربية وعرضوا لنا في الأسواق تربية؛ أنقول لهم: حدثنا قتادة؟ وإذا قالوا: هل عندكم علم نفس؟ نقول: قال: شعبة عن الأعمش أو الأعمش عن شعبة، لا بد أن نقابل السلاح بالسلاح، وعلم الفرائض نعود إليه ونقول: هو من المهمات، وأولى ما يتعلم في المساجد، وأحسن طريقة أن يجتمع ثلاثة أو أربعة من الشباب فيخصصون له يوماً في الأسبوع، فيتدارسون هذه المادة، ويحلون فيها ويقسمون، ليبقى هذا العلم محفوظاً فإنه من أشرف العلوم.