القرآن من أسس العلم النافع

القرآن أول أسس العلم الأصيل، ومن لم يهتم بالقرآن فما نفعه علمه، بل هو وبال عليه، ولذلك قال شعبة بن الحجاج: يا أهل الحديث! مالكم كلما تقدمتم في الحديث تأخرتم في القرآن؟

فبعض الناس لسوء فهمه وتدبيره إذا أتى يطلب العلم، قدم كتب البشر على كتاب الله، فلا يتحفظ من القرآن شيئاً ويحفظ الأحاديث, وربما حفظ الصحيحين، أو شيئاً من السنن والمسانيد، وربما حفظ الفرائض وعرف القسمة، والضرب والتوزيع، والعول والأنصباء والرد، ولكنه لا يحفظ القرآن، فكيف يقدم قبل القرآن شيئاً آخر!

إن أصالة العلم تبدأ بالقرآن، كان السلف إذا أتى طالب العلم، يقولون: أحفظت من القرآن شيئاً؟ فإن قال: نعم.

حفظَّوه وعلموه وفهَّموه ودرَّسوه، وإن قال: لا.

قالوا: عد فتعلم القرآن ثم تعال.

فالعلم الأصيل هو علم القرآن، ولذلك يقول عليه الصلاة والسلام لـ أبي بن كعب كما في الصحيح: {أي آية في كتاب الله أعظم؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: أي آية في كتاب الله أعظم؟ قال: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة:255] فأخذ صلى الله عليه وسلم يده ثم ضربها في صدره وقال: ليهنك العلم أبا المنذر} فالعلم هنا هو القرآن، فدل كلامه صلى الله عليه وسلم على أن العلم الأصيل هو القرآن، ولذلك يقول عز وجل: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} [العنكبوت:49] فسماه علماً نافعاً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015