قيل للمجاهدين الأفغان: تعالوا إلى جنيف! قالوا: آمنا بالله وكفرنا بـ جنيف.
قيل لهم: تعالوا إلى هيئة الأمم المتحدة! فقالوا: آمنا بالله وحده وكفرنا بـ هيئة الأمم المتحدة.
وقيل لهم: تعالوا إلى مجلس الأمن! فقالوا: آمنا بالله وحده وكفرنا بمجلس الأمن.
في جحفل من بني الأفغان ما تركت كرّاتهم للعدا صوتاً ولا صيتا
قوم إذا قابلوا كانوا ملائكة حسناً وإن قاتلوا كانوا عفاريتا
خرجوا متوضئين، مسبحين، مهللين، فاتصلت قلوبهم بالحي القيوم: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [الأنفال:17] فنصرهم الله من فوق العرش و {اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ} [الروم:5].
أتت القوات، وأتت الحملات، فألهبت السماء، وضرجت الأرض بالدماء، واجتمع الكفر من كل مكان، وصاح الباطل، ولكن الحق ثابت، والإيمان لا يتزعزع، ولا إله إلا الله ثبتت في الساحة:
دعها سماويةً تجري على قدرٍ لا تفسدنها برأيٍ منك منكوسِ
وأرغم الكافر العميل، وأرغم اللعين؛ الذي ظن أن القوة هي طائرات الميراج، وأنها الصواريخ، والقنابل، والله عنده أعظم من الطائرات والصواريخ والقنابل.
هذه هي قوة الإيمان، يوم فتحنا الدنيا بلا إله إلا الله، ورفعنا في كل مكان لا إله إلا الله، يوم كنا صادقين مع الله.
والآن ينظر العالم إلى كابل، وينظر الناس وتنظر الدنيا إلى المجاهدين الأفغان، تعالوا وانظروا إلى الإيمان! ماذا يفعل الإيمان؟! سلاحٌ بدائيٌ يسقط الطائرات، وصواريخٌ بدائيةٌ تدمر الدبابات، وتهليل، وتكبير، وتحميد، وتسبيح يزلل كل عميل وملحد وطاغية على وجه الأرض.
وهذا من جند خالد بن الوليد:
وما أتى بقعة إلا سمعت بها الله أكبر دوت في نواحيها
ما نازل الفرس إلا خاب نازلهم ولا رمى الروم إلا طاش راميها