الخبر الثالث: انهيار الشيوعية في العالم وانتصار الإسلام، اقرءوا الصحف، أول ما يفاجئك في الصباح أن ولاية انقسمت من روسيا وأعلنت التمرد، وخرجت بمظاهرات عارمة تحطم دبابات الملاعين الملاحدة، أليس في ذلك انتصار للإسلام، ومن هذه الدول: رومانيا وتشيكوسلوفاكيا وأذربيجان وأوزباكستان وبخارى، أراضينا تعود إلينا، تعلن الإسلام، بخارى قطعة منا، عشنا معها وعاشت معنا، كتبنا بدمائنا في بخارى، وفتحناها بلا إله إلا الله، وخطبنا على منابرها، ثم تركنا فيها شهداءنا ودماءنا، ودموعنا وأشلاءنا ثم عدنا.
البخاري صاحب الصحيح من هناك، وقبره هناك، فلماذا تصبح بخارى شيوعية لا بد أن تعود إلى الإسلام، فها هي الآن تعود إلى الإسلام K موسكو وهي العاصمة افتتح فيها مركز إسلامي والمؤذنون يؤذنون كل يوم خمس مرات في وسطها، كلما حان الوقت سمعت المكرفون كما قال الثقة: يدوي وسط العاصمة الملحدة، عاصمة الأنذال الأرذال الملاحدة، يقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
بلادي كل أرض ضج فيها دعاء الحق يدعوها حنينا
وأينما ذكر اسم الله في بلد عددت ذاك الحمى من صلب أوطاني
أيضاً (سمرقند) تعود إلى الله، ومنها السمرقندي، و (طشقند) منها الطاشقندي، و (ترمذ) التي منها الترمذي، وهي أرض سيبويه تعود إلى الإسلام، وأرض الكسائي وأرض النسائي، وأرض المؤرخين ابن قتيبة، وأرض الأئمة وأرض الزعماء تعود إلى الواحد الأحد، وليس بعجيب فهي بشرى.
وأما الشيوعية فقد كتبت عليها اللعنة كل يوم تنسحق دولة ويتحطم كيان.
لما رأت أختها بالأمس قد خربت كان الخراب لها أعدى من الجرب
هنا تضعضع العالم الغربي, واهتز وشعر بالخطر فعلاً، وبدأت التحليلات الغربية تختلف، فطائفة من الغربيين أبدوا الارتياح الكامل لهذه الخطوات الديمقراطية وتفاءلوا بمستقبل زاهٍ للإنسانية، كما نسمع الآن ويردد كثيراً، وأن الإنسانية والعالم الإنساني مقبل على مرحلة انفراج، وأن النظم الشمولية ستنتهي، وأن الديكتاتوريات ستسقط، وأن وأن وغير ذلك.
وقالوا: إن هذا هو نتيجة ثورة الإنسانية، وتفاعل الحرية في قلوب العالم أجمع، هذه كانت تحليلات، وتحليلات أخرى تقول: لا.
الاتحاد السوفييتي دائماً يلدغ، الشيوعية لم يتنازل عنها، وإنما هذه حركة التفاف، وهي عملية مخادعة، واختلفت التحليلات، والذي يتتبع العملية يقول: لا يمكن أن تكون هذه إلا عملية مقصودة، كيف السقوط بهذه الدقة، ثم لماذا يبرز في كل دولة يسقط فيها الشيوعيون، يبرز في محله الشيوعيون الناقمون، (الشيوعيون الإصلاحيون) كما يسمون؟!
فكأن تروتسكي الذي قتله استالين عام (1940م) كأنه أعيد من جديد، أو غيره الدولية الثانية والدولية الثالثة والدولية الرابعة مجموعات الأحزاب الشيوعية خارج الاتحاد السوفييتي، يرون -أيضاً- الارتياح الذي تُقابل به الأحزاب الشيوعية في بلادها هذا الحدث فيقول: لا بد أن هذا أمرٌ مدبر بليل، ووراءه ما وراءه من خطر على أوروبا.
على كل حال وصلت بعض التحليلات إلى القول: إن جرباتشوف دسيسة أمريكية، أي رُبي على عين أمريكا، ووضع ليهدم الشيوعية، وليأتي في مؤتمر مالطا ويقول لـ بوش: نحن لن نتقاسم العالم معكم، والبعض الآخر يقول: بالعكس, إن جرباتشوف هو الذي سيحتوي العالم ويريد أن يحتوي العالم عن طريق هذا الخداع.
هذه تحليلات مختلفة، لكن أقول: نحن نقتصر على الأمور الظاهرة، ثم لنا الحق جميعاً أن نستنتج منها ما يمكن أن نستنتجه.