الخبر الأول: أما صحوة في كل مكان فحدث ولا حرج: (في كل أرض بنو سعد) والله يريد لهذه الأمة أن تتجه إليه، ويريد أن يكون المستقبل لها {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ} [الرعد:17] محاضرات في مكة وفي جدة وفي الباحة وبـ الجرشي والمخواة، لكن تمتلئ المساجد والأرصفة والطرقات من الشباب والنساء والكبار، يريدون ما عند الله، شباب أعلنوا توجههم إلى الله.
والله إن الإنسان يقف أحياناً فتدمع عيناه مما يرى من هذا الإقبال العظيم، سبحانك يا رب! قبل سنوات امتلأت المقاهي، وأعرض الناس عن المساجد، واليوم لا يجد كثيرٌ من الناس أماكن للجلوس لحضور المحاضرات أو لرؤية المحاضر، أو لسماع المحاضرة، زحام رهيب، وإقبال على الطاعة، وصحوة في كل مكان، لقيت طلبة بعضهم جاء من فلسطين وقد جاءوا من سنغافورة، وقالوا: هناك صحوة، وبعضهم في البرازيل، وأتت رسالة من أستراليا قالوا: الأشرطة التي تلقى هنا تصل إلينا بعض ثلاثة أشهر.
اتجهت الدنيا إلى الواحد الأحد؛ لأن الله يريد أن يسعد الدنيا؛ ولأنه لطيف بالخليقة، ومن لطفه أن يرد الخليقة للإسلام، ولذلك يقول سيد قطب قبل ثلاثين أو أربعين سنة: المستقبل لهذا الدين، ونقول له: يا أستاذ رحمك الله! لو رأيت الصحوة والعودة، لعلمت أن المستقبل لهذا الدين، ولي عودة على هذه القضية.