Q أيها الإخوة الكرام بعض الإخوة يكتبون أسئلة عن آداب المصطاف؟
صلى الله عليه وسلم وآداب المصطاف هي آداب المسلم عموماً، وليس هناك أبواب عند أهل العلم، لا عند البخاري ولا الترمذي ولا أبي داود باب المصطاف.
إنما باب المسلم في جلوسه، وباب آداب المسلم في ملبسه, وآدابه في أكله وطعامه, نريد من المسلم المصطاف أن ينقلها هنا كما تعلمها من محمد عليه الصلاة والسلام.
لكن هناك أمور أنبه الإخوة المصطافين منها:
1 - أن نرحب بهم, ونسأل الله أن يجمعنا بهم في دار الكرامة, في مقعد صدقٍ عند مليك مقتدر.
2 - نقول: إن وقت المسلم ليس تزجية, وهل معنى الاصطياف وطلب النزهة والذهاب إلى المنتزهات أن تعدم هذه الساعات من حياتك؟ كلا.
إن معنى ذلك أنك سوف تخسر أياماً وليالي لن تعود عليك.
معنى الاصطياف: أنك ترتاح برهة، وأن تنظر وقتاً من الزمن إلى الخضرة والماء وإلى الشجر والزهر, وتتفكر في آيات الله, وتشكر الله على نعمه.
معنى الاصطياف: أن تجم روحك فترة من الزمن؛ لتعود قوياً في طلب العلم والعبادة.
معنى الاصطياف: أن تأتي داعية في هذه المنتزهات التي عاشت على لا إله إلا الله, أبناؤها لا يرضون بديلاً بلا إله إلا الله, ترابها يؤسس وحجارتها وشجرها على لا إله إلا الله.
ولك في الاصطياف دروس من أعظمها:
1 - أن تتفكر في آيات الله, وأن في الرابية وفي سفح الحديقة, ومع الشجرة, لا بد أن تذكر الله عز وجل: من خلق هذه الوردة؟! من صور هذه الشجرة؟! من أبدع هذا البستان؟!
وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد
فيا عجباً كيف يُعْصَى الإله أم كيف يجحده الجاحد
2 - ومنها أن تغض بصرك, فإن في هذه الأماكن محارم المسلمين, وإطلاق البصر معناه محاربة لدين الله وكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ومن آداب الاصطياف:
1 - أن تقضي وقتك فيما يقربك من الله، من ذكر، وقرآن، وعبادة، ومدارسة علم، في أمر يقربك من رضوان الله, لا غناء، لا لهو، لا غيبة، لا نميمة، لا هتك للأعراض، لا تعدٍ للحرمات.
2 - ومن آداب الاصطياف: أن تقتصد في نعمة الله, فلا تبذر تبذيراً ولا تسرف إسرافاً, واذكر أن ألوفاً من المسلمين يعيشون مجاعة وجهاداً وضنكاً, وأنت في أمن ورغد وعيش فقدر نعم الله.
3 - ومن آداب الاصطياف: أن تصلي صلاة الجماعة, وألا يؤخرك عنها مثبط أو شيطان مارد أو رعديد خائن لمبادئه, إذا سمعت صلاة الجماعة وأذن لها فاحضر, في أي مكان من أمكنة الاصطياف.
4 - ومن آداب الاصطياف: أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر, يقول لقمان لابنه: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ} [لقمان:17] تأمر بالحكمة وتنهى بالحكمة وتدعو إلى سبيل ربك, تأمر الناس فإن في الناس مرضى وهلكى ومبتلين, منحرفين عن منهج الله، توصل إليهم الكلمة الطيبة في قالب من النصح كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: {لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم}.
هذه من آداب الاصطياف, وسوف يكون هناك -إن شاء الله- عودة أو درس أو خطبة عن هذه القضية الكبرى؛ لأنها بلد المصطاف يؤمه الناس لطلب الراحة والنزهة, نسأل الله أن يسعد كل مسلم وأن يهنئه بما أعطاه, وأن يجعل ما أعطاه عوناً له على الطاعة.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.