Q نرى من بعض الشباب الملتزمين بالدين عدم الابتسامة والضحك إلا لأصحابهم، وإذا سلم عليهم أحد من العامة، ردوا ووجوههم عابسة.
ما نصيحتكم لهؤلاء الشباب؟
صلى الله عليه وسلم هؤلاء أولاً يذكرون بالسنة، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سئل عن أفضل الإسلام قال: {إطعام الطعام، وإفشاء السلام على من عرفت وعلى من لم تعرف} فالسنة أن تفشي السلام على من عرفت وعلى من لم تعرف من المسلمين، ومن حصر السلام أو اللقاء أو شيئاً من الود وحقوق المسلمين على طائفة فِلهوىً في نفسه، وهذه الأمور الدقيقة يتساهل فيها بعض الناس، وهي تحدث أموراً من التشتت والتمزق كالجبال، إنه ليس من السهل أن تلاقي شاباً مسلماً أو داعية أو رجلاً خيراً صالحاً، ثم ينقبض وجهك إذا رأيته، إنها سوف تورث عنده ردة فعل، ويحملها إلى أصحابه وإخوانه ويوزعها، فيأتي الشقاق!
إن البسمة ليست برخيصة بل هي غالية، تبني من قصور المحبة ما لا تبنيه وسائل أخرى، فأنا أدعو إخواني على أخذ هذا الحديث: أن تفشي السلام على من عرفت وعلى من لم تعرف، وأن تعطي الناس من برك وصلتك، بل قال أهل العلم: حتى الكافر يدخل في قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى لبني إسرائيل: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً} [البقرة:83] وهو كافر، فكيف بالمسلم الذي يصلي الصلوات الخمس؟!!
الانقباض يكون لليهودي والنصراني، ويكون للبدعي الذي يريد النكاية بهذا الدين، ويريد الإضرار بالسنة المطهرة، أما رجل أخطأ في مسألة، أو خالفك في أسلوب، أو رأى هذا الطريق، ورأيت هذا الطريق والمقصد واحد، فلماذا الانقباض؟ إنه الهوى.