المسألة التاسعة التي ينبغي أن تلاحظ: إن من أعظم ما يمكن أن يؤلف بيننا -ونحن مؤتلفون متآخون- مسألة الاهتمام بالعلم الشرعي، مسألة قضاء الوقت في التحصيل، لأن الفكر ليس له ضابط الفكر يتجدد كل يوم كدرجات الحرارة، يزيد وينقص، فإذا تماسكنا بالفكر أخذنا خيوطاً من بيت العنكبوت يتقطع في أيدينا؛ لأن هذا يقول فكراً، وهذا يقول فكراً، وذاك يعارضه بفكر، فإذا أصبحت المسألة مسألة فكر، أصبحت المسألة لا معنى لها.
تكاثرت الظباء على خراش فما يدري خراش ما يصيد
هذا يأتينا في الظهر بفكرة ويقول: أؤيدها وأبني عليها، وفي العصر يعود ويتوب منها، وفي المغرب يعود إلى فكرة ثانية وفي العشاء يتوب منها إلى متى؟
لا ضابط للفكر، إنما الضابط للتأصيل قال الله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حصيلة العلم الشرعي.