الأمر الرابع: أن الخطأ يقع من الناس -أعني المسلمين- والخطأ على قسمين: خطأ بدعة، وخطأ معصية.
فخطأ البدعة مرض شبهات، وخطأ المعصية مرض شهوات.
فصاحب البدعة موقفنا منه أن نبصره بالكتاب والسنة والآيات البينات، ولكن ما هي قضية التبصير، نحن مجمعون على أن المبتدع لا يوافق، فالخرافي لا يمشى في طريقه، لكن ما هي الوسيلة التي بها نبين له النصيحة؟
حديث تميم الداري {الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة} فالنصيحة هي اللين في إبلاغ هذه الدعوة إليه، فإن أصر واستكبر كان ذلك التشهير ليحذر من الأخذ عنه والتعلم على يديه وأخذ الراية منه؛ لأنه سوف يضل الناس.
أما صاحب المعصية فإننا ندعوه بالصبر، وبالوعد والوعيد وبالآيات البينات، وندعوه للتوبة إلى الله عز وجل.
المسألة الخامسة: ينبغي علينا ألا نهدر حقوق المسلمين بأسباب، فإن بعض الناس -كما يقول ابن تيمية - أكثر من مرة يحمله الهوى على أن يعتدي في حكمه، وهو يقصد الحمية لدين الله والغضب لشرع الله.
لكن يعتدي في حكمه، والله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى طلب أن نكون قائمين بالقسط، نتكلم بعدل وأمانة؛ لأن الإنسان ظلوم جهول، جهول يتكلم بلا علم، وظلوم يعتدي حتى ولو كان عالماً.