Q كيف يواجه شباب الإسلام موجة الكفر التي كادت أن تأتي على الأخضر واليابس عن طريق العري والتفسخ؟
صلى الله عليه وسلم هذا السؤال مرَّ جوابه في كلية الملك فهد البحرية، وورد مثل هذا السؤال وكانت إجابته -لئلا يتكرر- أن الحرب التي وجهت ضد الإسلام والمسلمين حرب ذات شقين: حرب الإلحاد وهو: مرض الشبهات، وحرب الشهوات، أما حرب الإلحاد فأول من ألحد في الأرض إبليس مروراً بفرعون بـ أبي جهل إلى أن تنتهي إلى كل ملحد رعديد من استالين ولينين وماركس، وحرب الإلحاد هذه أخذت الأخضر واليابس، وهو حرب الشبهات في العقائد، وقد بين كثير من العلماء كـ ابن القيم أن هذا المرض هو أخطر مرض في حياة الإنسان، مرض الشبهات يأتي بالتشكيك، ويأتي بمركب الحداثة، والاستهزاء بالقيم وبالإسلام، وبدين الله الخالد، من الذي أنتج هذا اللفيف من الإلحاد في الساحة؟ إنه مرض الشبهات الذي ورد، فالشاعر الذي يكفر بالله تعالى ويسمي بعض الناس أنه إله من دون الله، هذا من مرض الإلحاد الذي انتشر في الساحة، والمسلم الذي يدعي الإسلام ويشرب ماءنا ويسير على أرضنا، ولكن إذا كتب ترك الإيمان في بيته، وإذا تكلم خلع الإيمان من على عاتقه، وإذا تحدث حارب الإيمان، هذا مركب الإلحاد.
وأما مرض الشهوات فمرض خطير لكنه ليس في الدرجة كمرض الشبهات، إنه مرض المعاصي، وقد قدمته الرأسمالية - أوروبا - لما أخفقت الحروب الصليبية قدمته في الكأس والمرأة المتبرجة الخليعة والمجلة الماجنة، قدمت هذا المرض للشبيبة في هذا، حين يعزف على آذان الشباب بالأغنية الماجنة ينسى الله، وحين تدخل عليه المجلة والمرأة الخليعة ينسى الله، وحين يجعل مكان المصحف وكتب الحديث المجلة الخليعة ينسى الله، وحين يقدم له الكأس ينتهي قلبه ويقسو فلا يعرف الله.
وأما بالنسبة لكيفية حل هاتين المصيبتين: فبالنسبة لمرض الشبهات فحله باليقين، وأما مرض الشهوات فحله بالصبر قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة:24] قيل لـ ابن تيمية: بما تنال الإمامة في الدين؟ قال: بالصبر واليقين، فأنا أدعو إلى اليقين، والتفكر، وكثرة قراءة القرآن، والنوافل، والذكر، وحضور مجالس الخير، وحضور الدروس الإسلامية، والتبتل إلى الواحد الأحد، هذا علاج -بإذن الله- لمرض الشبهات، أما مرض الشهوات، فالصبر ومراقبة الله في السر والعلن، كذلك الدعاء أن يثبتك على المسيرة وعلى الحق والخير حتى تلقاه.