ما معنى يخضعن بالقول؟ أي تطيل الجواب.
مثلاً: يسألها: أين زوجك؟ فتقول: خرج بعد صلاة الظهر، وسوف يصلي في المسجد، ويأتي إن شاء الله بعد الصلاة، لماذا تريده؟ هل تريد أن أكلمه في شيء؟ وتلقي محاضرة، والذي في قلبه فساد سوف يطمع، وهذا لا يجوز؛ بل تجيب جواباً سديداً معروفاً ليس فيه اعوجاج.
كذلك لا ترخي صوتها، وتتغنج فيه، فيطمع لأن قلبه مريض، وفيه شهوة وزيغ والعياذ بالله، وكذلك لا تذهب المرأة فتغلظ صوتها للمسلمين، فيحملها قوله تعالى: {فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ} [الأحزاب:32] أن تشدد صوتها فتنبزه نبزاً.
فإذا قال لها: أين زوجك؟ قالت: لا حياك الله ولا بياك خرج إلى المسجد، متى يعود؟ قالت: لا حياك الله ولا بياك يعود في الغروب، أو ترفع صوتها وتقول: من أنت؟ ولماذا تريده؟ فهذا خطأ، فقد قال سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً} [الأحزاب:32].
وبعض الناس يقول في بعض الأمكنة: على المرأة أن تضع إصبعها في فمها ليتغير صوتها، وهذا ليس صحيحاً، ولم تأت به شريعته صلى الله عليه وسلم، وهذه تكلفات وتنطعات، وبعضهم يقول: عليها أن تضم فمها، وبعضهم يقول: عليها أن تقوي صوتها وتصلبه كصوت الرجل، لا.
يقول تعالى: {فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً} [الأحزاب:32].
أي: قولٌ فيه خير، فهذا هو المقصد من الخطاب، وعلى المسلم أن يتقي الله عز وجل، وألا يكون اتصاله إلا لغرضٍ محمود، وإذا علم أنه سوف يكون ريبة والشيطان يؤز فيه فليتق الله عز وجل، فإن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً.