Q فضيلة الشيخ! لي قلب يحب المدح والثناء، فما نصيحتكم لي؟ وأرجو ألا تنسوني من صالح دعائكم؟
صلى الله عليه وسلم وفقنا الله وإياك وكل مسلم أما ما ذكرت أنك تحب المدح والثناء فهذا على قسمين:
شكا بعض الصحابة إلى الرسول عليه الصلاة والسلام هذا الأمر، ففي صحيح مسلم عن أبي ذر قال: {قلت: يا رسول الله! الرجل يعمل العمل يريد به وجه الله فيمدح فيستبشر، قال: تلك عاجل بشرى المؤمن} فلا بأس إذا عملت العمل لوجه الله عز وجل ثم أثنى عليك الناس، كأن دعوا لك بظهر الغيب، أو قالوا: فلان طيب، فإنها من موجبات الرحمة، فقد قال عليه الصلاة والسلام لجنازة مرت به وأثنى عليها الناس: {وجبت وجبت، وقال للأخرى لما أثنوا عليها شراً: وجبت وجبت.
قالوا: ما وجبت في الأولى والثانية؟ قال: تلك أثنوا عليها خيراً فقلت: وجبت لها الجنة، وتلك أثنوا عليها شراً فقلت: وجبت لها النار، أنتم شهداء الله في أرضه}.
وأما أن تعمل العمل من أوله لقصد الثناء والمدح فهذا رياء وسمعة، نعوذ بالله من ذلك، وهو محبط للأعمال، ودواؤه أن تعلم أنه لا ينفع ولا يضر إلا الله، ولا يجزل الثواب إلا الله، ولا يعطي إلا الله، ولا يرفع من مقامك إلا الله، ولا يحببك ولا يبغضك إلا الله، فخذ الحب والثواب والأجر منه سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، وما عليك من الناس إن مدحوك أو ذموك.
وجزى الله خيراً كل من ساهم في هذا اللقاء، وأشكركم شكراً لا حد له، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.