حقيقة أهل الحداثة

Q ما هي الحداثة وهل هي مذهب أدبي أم أنها نظرة شاملة للحياة من غير منظور الإسلام؟

صلى الله عليه وسلم أهل الحداثة يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، وهم على أقسام: مقتصد وظالم وسابق بالخيرات، ومعنى الحداثة: الثورة على كل قديم، وهي مذهب قالباً ومضموناً، وسوف أقسم الحداثيين في الساحة، وسوف أتكلم عن أهم مقاصدهم الرمزية والغموض الأدبي، فهم يقولون: إننا نضع قالباً لا حجر علينا فيه، ونحن نصدقهم على هذا، وهذا سور له باب، باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب، نوافقهم على القالب ونقول: ليس بحرام أن نخرج على الستة عشر بحراً أو السبعة عشر بحراً الموجودة في الساحة، لكن نقول: ما هو المضمون الذي تضعونه؟ فيقولون: نحن متصرفون ولنا مطلق الحرية.

قلنا: لا.

هناك كتاب وسنة، وكثير منهم نادى بالثورة على اللغة وعلى الدين وعلى الرسالة، فيقول: كل قديم نثور عليه، بما فيه القرآن والكعبة والرسول عليه الصلاة والسلام، وهؤلاء ملاحدة بلا شك، وهو مركب أدونيس والسيَّاب، وقد أتى هذا بكثير من الساحة لا أذكر أسماءهم، وقد عرضت أسماؤهم عندكم في كثير من المنشورات والمقالات والكتب، فهذا القسم حظه معروف، وعليه أن يتوب إلى الله فقد ارتد عن الإسلام.

والقسم الآخر: قسم يقول: لا مشاحة في المضمون، نحن مسلمون، لكن نكتب في قالب أدبي، ومن يحجر علينا؟ فبدلاً من أن القصيدة عمودية نجعلها منثورة، كهذا الشعر الموجود الذي ترجم، قلنا لهم: لكم ذلك لكن احذروا في المضمون وهؤلاء لا غبار عليهم، وقد نادى بهذه الفكرة أناس كثير منهم، ونقول لهم: أنتم لا زلتم في الإسلام، لكن اتقوا الله في المضمون.

فهم على قسمين اثنين: أهل قالب لا شر فيه، وأهل مضمون كله شر وزندقة، وقد عرض لكم عنهم شيء كثير من التوجيه والملاحظة في كتب وأشرطة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015