المسألة الثانية: احترام المعلم فإن المعلم هو الأب وهو الأخ الكبير، والمعلم هو الجذوة المتوقدة التي أحرقت نفسها لتضيء لك، والمعلم هو النبع الصافي الذي طالما شربت منه ورويت، فالله الله في احترام المعلم! احترامه في الكلام وباللين، وفي الأسلوب وفي التساؤل والحوار، كما أمر الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى أصحاب رسوله صلى الله عليه وسلم معه صلى الله عيله وسلم.
احترام المعلم بأن تدعوه بأحب الألقاب إليه، وأن تشاركه الرأي وتترك رأيه يأخذ مجاله في الشرح والوقت، وإذا أردت أن تطرح سؤالاً فاحذر أن تخدش كرامة الأستاذ وعلمه ومقامه.
احترام المعلم معناه أن تقدم السؤال في قالبٍ طيبٍ لينٍ؛ ولا يعني ذلك أن نكون كالنصارى حين يقولون: الواحد ثلاثة.
والداخل في الكنيسة لا يفهم ذلك، ويقولون: لا تسأل عن معنى الواحد ثلاثة، فإذا قال: كيف يكون الواحد ثلاثة؟ قالوا: اخرج قاتلك الله أنت في النار لماذا؟ لأنه ما فهم أن الواحد ثلاثة، يقول الذهبي معلقاً على قول بعض غلاة الصوفية حين قال: لا يفلح طالب قال لمعلمه: كيف هذا؟ قال: الذهبي: يفلح والله، ثم يفلح إذا سأله.
والخطأ لا يقر من أي أحد، فالكمال لله والعصمة لرسوله صلى الله عليه وسلم، فإذا سمعت مسألة فلك أن تناقش، لكن بأدب ووقار وسكينة.
أما الخطأ فمرفوض قبوله، والمعصية كذلك، وما يخالف المنهج الإسلامي كذلك.