رجل يذكر الله ويأتي بكلام عن الحب والعشق

Q ما رأيكم برجل يذكر الله ثم يأتي بكلام عن الحب والعشق والغرام، ولديه أشرطة كثيرة، ولا يدري كيف يتخلص منها وربما كانت أشرطة غناء؟

صلى الله عليه وسلم هذا من الذين خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً, فعليه أن يتوب إلى الله عز وجل مما يتكلم فيه من هذا, إن كان كلامه من جانب تحليله للناس فقد أخطأ خطأ بيناً، وغلط غلطاً فاحشاً: (وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ} [النحل:116] وأنا سمعت من بعض الجهلة من الذين لا يحفظون الفاتحة ولا يقرءونها قراءة مستقيمة يقول: من الذي حرم الغناء؟ أنتم تحرمون وتحللون وهي ليست بحرام، وهذا لا يتحاكم إلى رأيه، فهذا لا رأي له ولا علم، وإذا ترك الناس لمثل أراء هؤلاء الجهلة فإنها سوف تعارض الشرائع وأحكام الله: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة:50] وبعضهم يستدل ويقول: بأن الغناء لم يذكر بلفظه في القرآن، ومثله شرب الدخان.

والقرآن -يا معشر الإخوة الكرام- ليس معاجم أو قواميس للأسماء، فالقرآن قواعد كلية ثابتة تندرج تحتها مليون قضية: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} [الأعراف:157] والطيبات ألف مليون طيبة، والخبائث ألف مليون خبيثة، أما أن نأتي بكل شيء جد في العصر ونقول: أخرجوه لنا من القرآن، فهذا لا يوافق العقل ولا النقل.

"الميرندا" "الببسي" "التفاح" نريد نخرجه من القرآن، أيصبح القرآن بهذا المستوى؟!

فالقرآن قواعد تسير الحياة والزمن والناس، فهذا يترك لأهل العلم، ولا يترك للجهلة أهل الشهوات: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [الأنبياء:7] فإذا استنبط أهل الذكر من القرآن تحريماً, نقول: على العين والرأس، أو استنبطوا تحليلاً فنقول: على العين والرأس, أما الجهلة فلا يلتفت إليهم.

أما أشرطة الغناء، فيتخلص منها بأمور: بعض التسجيلات يقبلون هذه الأشرطة, وينسخون عليها مادة إسلامية فعليه أن يذهب بهذه الأشرطة، ويقدمها وينسخون عليها مادة طيبة تنفعه في دار الدنيا والآخرة.

وإذا لم يقبلوه فعليه أن يحرقها من باب إتلاف أدوات اللهو، والخبيث لا يتأسف عليه, واحمد الله على التوبة.

وماذا تفعل بالأشرطة؟! هل توصي بها لورثتك، أو تترك معك في القبر, أو تدفن عند رأسك؟!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015