Q أرجو من فضيلتكم بيان حب الجهاد, وهل يقدم حب الجهاد على حب الوالدين؟
صلى الله عليه وسلم حب الجهاد من حب الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، والجهاد المطلوب في الإسلام حدده صلى الله عليه وسلم وعرفه, قال أبو موسى: {يا رسول الله! الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية، ويقاتل ليرى مكانه, أي ذلك في سبيل الله؟ قال: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو سبيل الله}.
فهذا ليس فيه جواب منضبط, فإنه يختلف باختلاف الحالات والأشخاص والأحوال.
فالرسول عليه الصلاة والسلام كان حكيماً لبيباً في الفتيا, وقد روى عبد الله بن بسر في سنن الترمذي أن شيخاً كبيراً هزيلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: {دلني على عمل يا رسول الله! قال: لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله} وأتاه غيلان الثقفي، وهو يحمل عضلاته وقوة جسم فقال: {دلني على عمل, قال: عليك بالجهاد في سبيل الله} وفي النسائي: {أتاه رجل من أهل اليمن له والدة, فقال: يا رسول الله! دلني على عمل قال: ألك والدة؟ قال: نعم.
قال: الزم رجلها, فإن الجنة عند رجلها}.
فإذا قيل: إن بر الوالدين أفضل فقد يكون كثير من الناس سمح له والداه بالجهاد فليذهب، أو ليس له والدان على قيد الحياة، وقد يقال للناس: الجهاد أفضل مطلقاً فيتركون طلب العلم، والدعوة وبر الوالدين ويذهبون، ويقال لبعض الناس: الذكر أفضل فيترك الإنفاق في سبيل الله، لكن يُلاحظ في فضل الأعمال أمور:
الأول: الظرف/ مثلاً: أن يكون الناس في وقت جهاد, فالأفضل أن يجاهدوا.
الثاني: الحال: أن تنظر إلى حال المستفتي فتفتيه بما يناسبه.
الثالث: النفع: نحن نخاطب التجار والأغنياء بالصدقة فلا نقول لهم: قوموا الليل, فهم سوف يقومون الليل، وأسهل شيء على التاجر أن يسمعك تتحدث عن ركعتي الضحى، وأصعب شيء عليه أن يسمعك تتحدث عن البذل والعطاء، والمجاهدون نحدثهم عن الجهاد في سبيل الله.
فهذه أمور قد تكون ضابطة لهذه المسألة.