ذُكر في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم كان يخرج صباحاً إذا أراد السفر، أي: بعد الفجر، وهذا درسٌ للمسلمين في أسفارهم أن يحرصوا على السفر بعد صلاة الفجر، للحديث الصحيح عن أبي صخر الغامدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {بارك الله لأمتي في بكورها} رواه أحمد والترمذي وغيره، وهذا الحديث هو الوحيد لـ أبي صخر الغامدي، وهذه بشرى لآل غامد أنه وجد لهم حديث في مسند الإمام أحمد، وهذا شرفٌ عظيم، وذكر أهل السير في ترجمته أنه لما سمع الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: {بارك الله لأمتي في بكورها} فكان يذهب بعد الفجر يتاجر حتى كثر ماله، فلا يدري أين يضعه.
ومنها: أن السفر المرغوب يوم الخميس، فإنه ذكر كعب بن مالك أن الرسول صلى الله عليه وسلم سافر يوم الخميس، وكان غالباً ما يسافر صلى الله عليه وسلم يوم الخميس، والذي ينهى السفر فيه يوم الجمعة، وبعض أهل العلم على كراهية السفر يوم الجمعة، وبعضهم يقول: الكراهة والتحريم بعد الأذان الأول، إذا أذن الأذان الأول فلا تسافر، أما في صباح الجمعة فلك ذلك، لكن الأحسن أن يستقر العبد يوم الجمعة فيجعله للعبادة والغسل والتهيؤ للصلاة والذكر والتلاوة وتدبر القرآن؛ لأنه عيد المسلمين.