الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أمَّا بَعْد:
فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
يقول الله عز وجل: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت:69] عهدٌ من الله سُبحَانَهُ وَتَعَالى، وحقٌ ألزم به نفسه، ولم يلزمه به أحدٌ من الناس، أن من جاهد فيه سُبحَانَهُ وَتَعَالى أن يهديه سبيله.
قال أهل العلم: المجاهدة بالنية وبالعمل، والذي يدعي أنه يجاهد في سبيل الله يبذل وسعه للهداية، ومن لا يبذل وسعه ولا يعمل، فإنما هو مفترٍ على الله عز وجل.
ولذلك ورد في الموطأ عن الحسن البصري رحمه الله موقوفاً عليه: [[ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكنه ما وقر في القلب وصدقه العمل]].
ومن أسباب المجاهدة التي يزيد الله بها الهداية والإيمان على حد قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} [محمد:17] من هذه الأعمال الصالحة: قيام الليل، ومن أجلِّ قضاياه التي سوف نتدارسها هذه الليلة: الوتر.
وفي الوتر قضايا، منها:
المسألة الأولى: حكم الوتر في الليل، هل هو واجب أم سنة؟ وما ورد في ذلك، وما هو الصحيح؟
المسألة الثانية: الوتر على الراحلة، ويقاس عليها السيارة كذلك.
المسألة الثالثة: عدد ركعات الوتر، وما حد أكثره وأقله؟
المسألة الرابعة: ما يقرأ في الوتر، وفي ركعاته، من السور التي قرأها صلى الله عليه وسلم، وحافظ على قراءتها في الوتر.
المسألة الخامسة: الدعاء الذي يقال في الوتر.
المسألة السادسة: رفع اليدين ومتى ترفع؟
المسألة السابعة: هل يمسح الوجه بعد الانتهاء من الدعاء؟
المسألة الثامنة: إذا فات الوتر في ليل هل يقضى بعد أن يطلع الفجر، أم لا؟
المسألة التاسعة: هل يُصلى من الوتر ركعة واحدة ويكتفي بهذه الركعة، ولا يزاد عليها؟
المسألة العاشرة: هل يصلى بعد الوتر صلاة؟ أم يكتفي بالوتر في الليل؟
المسألة الحادية عشرة: أفضل أوقات الوتر، وما هو الوقت الذي وردت بفضله النصوص؟
المسألة الثانية عشرة: الوتر قبل النوم.