المسألة الأولى: ما هي أعياد المسلمين وما هي الأعياد البدعية؟ وأحسن من كتب في ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم، ذاك الكتاب العجيب، الذي هو قنبلة على رأس كل ملحد وبدعي وشركي ومعطل.
وأعياد المسلمين: عيد الفطر وعيد الأضحى، ليس للمسلمين عيد إلا هما.
قال أنس: لما قدم صلى الله عليه وسلم كان للأنصار أعياد في الجاهلية فقال: {إن الله عز وجل أبدلنا بيومين خير من أعيادكم: يوم تفطرون من صيامكم ويوم تضحون} فعيد الأضحى وعيد الفطر هما عيدا المسلمين وليس لهم أعياد غيرهما، ومن ابتدع مناسبة وعظمها وقدسها فقد أخطأ وابتدع، فلا عيد للمرأة ولا للرجل غير عيد الفطر وعيد الأضحى، ولا عيد للمولد، فيأتون بإنسان قد يكون ملحداً أو فاجراً ويقيمون له عيد ميلاد، ويذكرون حسبه ونسبه، وماذا أكل وشرب، وكيف ينام ويقوم، ولا له أثر في الدنيا أبداً! فليس هناك أعياد إلا هذين العيدين، وأما عيد الجمعة فهو عيد على المجاز، وإلا فمناسبة العيد ليس إلا عيد الفطر وعيد الأضحى فقط.
والأعياد البدعية كيوم النيروز، وهو يوم لأهل فارس يعظمونه، وعيد الميلاد، وعيد المرأة، وغيرها من هذه الكلمات التي جعلها الناس مناسبات وهي ليست بمناسبات.
فأعيادنا: عيد الفطر وعيد الأضحى حرام صيامهما، فلا يصومهما المؤمن أبداً، سواء كان عليه قضاء أو نذرٌ أو يريد تنفلاً، بل له أن يتزين ويتجمل ويتطيب وأن يروِّح عن نفسه، وسوف يأتي الكلام عن الترويح المباح ما هو، وما هي المناسبة التي تجري في مثل هذه الأعياد.