فضل سورة الفاتحة

أما فضلها: ففيها أحاديث صحيحة، وأنا أحرص بحول الله وقوته ألاَّ أورد في مجال التفسير -وهذه أول حلقة من حلقات التفسير- إلا حديثاً صحيحاً، روى البخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجة وأحمد عن أبي سعيد بن المعلى -وهو أنصاري- قال: {كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فقمت أصلي فدعاني صلى الله عليه وسلم فلم ألتفت -الرجل يصلي والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: يا أبا سعيد! - فلما سلم، قال له صلى الله عليه وسلم: لماذا لم تجبني؟ قال: كنت في صلاة يا رسول الله! قال: ألم يقل الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال:24]؟ لأخبرنك بأعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من هذا المسجد قال: فأخذ يدي بيده}.

انظر إلى التربية والرقة والتواضع، وهذا درس عملاق في التربية، وهو لفتة تربوية، لا ينتبه لها الناس، فقد كان صلى الله عليه وسلم أحياناً يربت على الكتف، وربما ضرب على صدر الصحابي لكن لها معان ومعان لا يدركها إلا القلة من الناس.

قال: {فلما وصلنا إلى باب المسجد قلت: يا رسول الله! أخبرني بأعظم سورة، قال: ماذا تقرأ في الصلاة؟ قلت: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة:2] قال: هذه أعظم سورة في القرآن}.

ورد هذا الحديث كذلك من حديث أبي بن كعب عند أحمد ومالك في الموطأ والترمذي وورد عن أبي هريرة عند أحمد كذلك، وعند أحمد عن أبي بن كعب قال: [[ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل ولا في القرآن كسورة الفاتحة]].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015