القضية الثانية: القرآن يُعطي كل قضية حجمها وحقها، سبحان الله!
إبداع القرآن، حيث يُعطي التوحيد أكثر لأنه قضية كبرى، والغيبة يعطيها آيتين أو ثلاث لأنها قضية محجمة، والنميمة يعطيها آية، وخفض الصوت يعطيه آية، والتواضع في المشي آيتين، أما الأسس الكبرى كالتوحيد، والإيمان، والإحسان، والإسلام، والصلاة، والبر، والعدل، والسلام، فيعطيه القرآن أكبر حجم؛ فهو يعطي كل قضية حجمها وهذا درس للدعاة.
كيف نأخذ درساً للدعاة من هذا؟
إن الداعية إذا قام يتكلم فإن عليه أن يُعطي القضية حجمها، وأثرها في الواقع، ولذلك قد تجد داعية لا يتكلم في التوحيد أبداً وهي قضية كبرى تكلم القرآن بثلاثة أرباعه في التوحيد، لكن يقوم بعد كل صلاة: يا أيها الناس! ربوا لحاكم، إن الله عز وجل سوف يسألكم عن اللحى يوم القيامة.
قلنا: سمعنا وأطعنا، هذه سنة لا بد منها؛ لكن يبقى كل يوم بعد الفجر وبعد العصر وبعد الضحى دائماً في اللحية، فهذا قد أعطاها أكثر مما تستحق.
فالقرآن يعطي كل قضية حجمها، وينتبه له الدعاة، يُبدأ بالأولويات، ثم بما يليها إلى أن تنتهي إلى التي أعطاها القرآن من المندوبات ومن المستحبات حتى تكون مقبولاً عند الناس.