وممن أسلم في أول الإسلام عثمان بن عفان، وهو ذو النورين؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام زوجه ابنتيه، زوجه رقية ثم ماتت، ثم زوجه أم كلثوم، وهو رضي الله عنه عند كثير من المفسرين المقصود بقوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} [الزمر:9] كان ابن عباس إذا قرأ هذه الآية، قال: ذاكم عثمان بن عفان، وقد آتاه الله مالاً كثيراً، وكان من تُجَّار الصحابة، فأنفق أمواله في سبيل الله.
يقول صلى الله عليه وسلم على المنبر: {من يُجهِّز جيش تبوك وله الجنة؟} فتوقف الناس، فقال: {من يجهز جيش تبوك وله الجنة} فقام عثمان؛ فجهز جيش تبوك، فقال عليه الصلاة والسلام: {اللهم اغفر لـ عثمان بن عفان ما تقدم من ذنبه وما تأخر، اللهم ارض عن عثمان فإني عنه راض} وقتل شهيداً رضي الله عنه.
أبو بكر الصديق والصديق لا تأكله الأرض عند كثير من أهل العلم، وعمر قتل شهيداً، وقتل عثمان شهيداً، وقتل علي شهيداً، فـ عثمان قتله الثوار عليه، وكان المصحف مفتوحاً بين يديه، وكان صائماً يوم قتل، وقد نام بعد صلاة العصر قليلاً، فرأى الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام، وكأنه صلى الله عليه وسلم في الجنة معه أبو بكر وعمر، فقال له صلى الله عليه وسلم: يا عثمان! اصبر فإنك سوف تفطر عندنا هذه الليلة، فقتل قبل الغروب وما أفطر، وسال دمه على المصحف، على قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة:137] هذا عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه، رفع الله منزلته، وجمعنا به في دار الكرامة، ويتنقصه الرافضة عليهم غضب الله، وهو من السعداء عند الله عز وجل وهو ثالث الخلفاء الراشدين.