Q كيف يتعامل الشاب الملتزم حديث التوبة مع أهله، وكيف ينكر المعاصي؟
صلى الله عليه وسلم صراحة أن هذه لا بد أن توقفنا كثيراً، فقد تجد شاباً يمن الله عليه بالهداية فيتحول مسارُ حياته إلى الهداية، ويريد أن يغيرَ بيته في نصف ساعة، وهذا خطأ، فالبيوت لا تتغير بهذه السرعة ولا المدارس والأمم.
فإن من سنة الله في الحياة أن ينمو هذا الدين شيئاً فشيئاً كالشجرة تماماً، فهل بذرت بذرة في الأرض وفي الصباح أخرجت لك شجرةً مثمرة؟! كلا! بل تبقى البذرة ثم تنشق ثم تنمو قليلاً، ثم تأتيها ريح فتصرعها والشمس والماء، ثم تقوم على سوقها، ثم تخرج أوراقها ثم ثمارها، ثم تأكل الثمار وهكذا الهداية.
فأنا أطالب الأخ بثلاثة أمور مع أهله:
الأمر الأول: أن يقدم المسائل الكبار مع أهله، فيقدم أمر الصلاة قبل أن يتكلم عن الغناء؛ فهي عمود الدين، يتكلم لهم عن هذه المسألة العظيمة التي إذا أقيمت قام أمر الدين: {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت:45].
ثم يبدأ بالمسائل مسألة مسألة، كما أوصى الرسول عليه الصلاة والسلام معاذاً عندما أرسله إلى اليمن وقال: {إنك سوف تأتي قوماً أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله الله وأن محمداً رسول الله}.
الأمر الثاني: أوصيك يا شاب الإسلام بالدعوة بالتي هي أحسن؛ فتحبذ نفسك إلى أهلك، ولا تأتيهم بالأوامر وأنت عاص لهم ولا تكن فظاً غليظاً.
الأمر الثالث: أرى أنك إذا لم تستطع مباشرتهم في الدعوة أن تستخدم وسائل كالشريط الإسلامي وبعض الكتيبات، وكاستضافة بعض العلماء وطلبة العلم إذا رأيت ذلك، ثم أدعوك أن تدعو لأهلك بالاستقامة ولا تفتر عن هذا.