نسب النبي صلى الله عليه وسلم

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

أيها المسلمون: سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

أولاً: نهنئكم بقدوم هذا الشهر الكريم أهلّه الله علينا وعليكم باليُمن والمسرات, وغفر لنا الذنوب والخطيئات, وجعلنا من عتقائه من النار.

ثانياً: سوف نستصحب في كل ليلة قبل صلاة العشاء طيلة هذا الشهر المبارك -إن شاء الله- رسول الهدى عليه الصلاة والسلام في سيرته العطرة الكريمة, فنبدؤها بالدرس الأول في نسبه صلى الله عليه وسلم.

وعنوان هذه الدروس: "قراءة في السيرة النبوية".

النسب الشريف: محمد صلى الله عليه وسلم، السيد الأكرم الذي شَّرف الله الناس بوجوده, هو محمد بن عبد الله، أمه آمنة بنت وهب، هاشمي قرشي من أفضل العرب نسباً.

نسب كأن عليه من شمس الضحى نوراً ومن فلق الصباح عمودا

تدوول عليه الصلاة والسلام في الآباء والأجداد, وولد كما ورد عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: {ولدت من نكاح لا من سفاح} فلم يأتِ في نسبه -والحمد لله- لا في الجاهلية ولا قبلها زناً، وإنما أتى عن أب وجد إلى أن وصل عليه الصلاة والسلام إلى الدنيا, هذا نسبه فأبوه عبد الله يأتي خبره وأمه كذلك.

كان عبد الله بن عبد المطلب من أحب ولد أبيه إليه, هذا والد الرسول عليه الصلاة والسلام, أحب أبناء عبد المطلب , وكان لـ عبد المطلب عشرة من البنين، أقربهم إلى قلبه عبد الله والد الرسول عليه الصلاة والسلام, فقربه منه , وأحبه, وزوجه وهو في الثامنة عشرة من عمره.

آمنة بنت وهب بن عبد مناف , وهي أفضل نساء قريش نسباً وموضعاً, ولما دخل عليها كان في وجه والد الرسول صلى الله عليه وسلم نور, فلما أفضى إليها ذهب هذا النور, قالوا: هذا النور هو الرسول صلى الله عليه وسلم, وقع في بطن أمه, وحملت به، وأثناء الحمل توفي أبوه عليه الصلاة والسلام, فهو لم يرَ أباه في الحياة, وما سعد بتقبيل أبيه، ولا بمزاحه وملاعبته, بل ولد يتيماً في الحياة صلى الله عليه وسلم, علَّه أن يتحمل هذه الحياة ومصائب الحياة, وينهج نهجاً فريداً يعتمد فيه بعد الله على نفسه, فنشأ عصامياً عليه الصلاة والسلام, يقوم بجهده، ويقوم بعرق جبينه, لأن الله أراد أن يرشحه لمهمة هداية العالم.

وسوف تسمعون العجائب في سيرته العطرة عليه الصلاة والسلام، فإن سيرته تضوع بها المجالس, وما أوجد الله أبر ولا أشرف منه صلى الله عليه وسلم.

قال: ولما دخل عليها حملت برسول الله صلى الله عليه وسلم, ولم يلبث أبوه أن توفي بعد الحمل بشهرين, ودفن في المدينة عند أخوال عبد المطلب من بني النجار، فإنه كان ذهب بتجارة إلى الشام -أي: عبد الله - فأدركته منيته وهو بـ المدينة وهو راجع, ولما تمت مدة حمل آمنة وضعت ولدها، فاستبشر العالم بهذا المولود الكريم, يقول أحمد شوقي:

ولد الهدى فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثناء

فلما ولد هذا المولود الكريم الذي ما وقع على الأرض أشرف من رأسه, ولا أحسن من دمه! ولا أروع من قلبه! بث في أرجاء العالم روح الآداب, وتمم بنفسه مكارم الأخلاق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015