وقول الله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً} [العنكبوت:8] آيات الوصاية بالوالدين في القرآن ثلاث آيات، في سورة الأحقاف، وفي سورة العنكبوت، وفي سورة لقمان، وكأن هذه الآية في سورة لقمان وابن حجر عاكس قليلاً مع بعض الشراح، وقال: هذه الآية التي في لقمان وليست التي في العنكبوت، ثم عاد وقال: ربما تكون التي في العنكبوت.
سببها: سعد بن أبي وقاص، أحد العشرة المبشرين بالجنة، وخال رسول الله صلى الله عليه وسلم، مدمر إمبراطورية كسرى، دائس الظلمة بأرجله، الذي كسر إيوان العمالة والضلالة إيوان كسرى، يقول عنه مصعب ابنه، قال أبي لما أسلم: أشهد أن لا إله إلا الله -أمام أمه- وأشهد أن محمداً رسول الله، قالت أمه: أصبوت؟ ثم حلفت بلاتها وآلهتها لا آكل أكلاً، ولا أشرب شراباً حتى تعود عن دينك -والحديث في صحيح مسلم - فحاول معها, وراودها فأبت، قالت: أدينك يأمرك أن تعصيني، وأن تعقني؟ فأنزل الله عز وجل: {وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً} [العنكبوت:8] وهناك: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً} [لقمان:15].
قال: [[يا أماه! والله الذي لا إله إلا هو، لو كان لك مائة نفس فخرجت نفساً نفساً ما عدت عن ديني]] حياك الله وبياك أيها البطل المقدام! فلما رأت الجد أكلت وشربت والحمد لله والشكر، واسم هذه الأم حمنة، وهي لم تسلم، وربك يهدي من يشاء ويضل من يشاء، سبحان الله!