آل الأنبياء هم أتباعه

قال الله تعالى: {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْن يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} [البقرة:49].

يقول: من الذي منعكم وحماكم من آل فرعون؟ وآل فرعون هم أتباعه لأن أتباع الرجل هم من كان على دينه، إذا قال المصلي: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، فمعناه من اتبع محمداً.

آل النبي هم أتباع ملته على الشريعة من عجم ومن عرب

لو لم يكن آله إلا قرابته صلى المصلي على الطاغي أبي لهب

لو كانت آله قرابته لكان من قرابته المصلى عليهم أبو لهب وأبو طالب، لكن آل الرسول كل تقي، وفي الأثر: [[آل محمد كل تقي]].

فليس الآل القرابة في النسب، لا والله، لكنهم على اتباع دينه وشرعته من العجم والعرب.

بلال من آله صلى الله عليه وسلم، وسلمان من آله، وصهيب من آله، وخباب بن الأرت من آله، ولكنَّ أبا طالب وأبا لهب ليسا من آله.

وقال بعض أهل العلم: إذا ذكر الآل والأمة -كمن قال: اللهم صلَّ على محمد وصحبه وأمته وأتباعه- فالعطف (الواو) يقتضي المغايرة، فالآل هنا هم مؤمنوا آل محمد، منهم آل الرسول عليه الصلاة والسلام وأهل البيت وسلمان على المجاز أنه من أهل البيت وإلا فهو ليس منهم، ولكنه على القرابة في الدين والحب والولاية والنصرة منهم.

لكن على الصحيح أن آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم هم آل علي وآل العباس وآل عقيل وآل جعفر، فأما آل العباس فهو العباس بن عبد المطلب وابنه عبد الله، أهل الدولة التي شرقت وغربت ووقفت أعلامها في سمرقند وطاشقند، الستة والثلاثون خليفة العباسيون كلهم من نسل ابن عباس، السفاح، أبو جعفر، المهدي، هارون الرشيد، الهادي، الواثق، المعتصم، المتوكل، القادر، المقتدر كل هؤلاء من نسل ابن عباس.

آل علي: علي بن أبي طالب والحسن والحسين ومحمد بن الحنفية وذريته من الصالحين.

وآل عقيل: أولاد عقيل بن أبي طالب.

وآل جعفر: أولاد جعفر بن أبي طالب الذي قتل في مؤتة.

إذاً فهؤلاء هم آله، أما أبو لهب فلا يدخل، وأبو جهل بينه نسب وبين الرسول صلى الله عليه وسلم لكنه ليس قرابة أو صهراً فلا يدخل أبداً؛ لأنه كفر بالله العظيم.

وهذا أمر ينبغي أن ينبه عليه.

وعند مسلم عن أبي حميد الساعدي قال: قلنا يا رسول الله! كيف نصلي عليك؟ قال: {قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم -انتبهوا لم يقل: على إبراهيم- وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم -وفي رواية صحيحة- في العالمين إنك حميد مجيد}.

يقول ابن تيمية: لم يرد في الأحاديث الجمع بين محمد وآل محمد وبين إبراهيم وآل إبراهيم، إنما جاء محمد وآل إبراهيم فقط.

رد عليه ابن حجر قال: لا، ثبت في الطبراني بسند صحيح أنه ورد في الحديث {اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد} وهذا كلام سديد، وكل يؤخذ من كلامه ويرد إلا محمد صلى الله عليه وسلم، فلك في التحيات أن تقول هذا وتقول هذا.

ولما أتى أهل نجران النصارى يباهلون الرسول صلى الله عليه وسلم {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} [آل عمران:61] على ماذا الابتهال؟ على أمور: أن عيسى روح الله، وعلى قضايا في التوحيد؛ فأتى صلى الله عليه وسلم لما أمره الله بالمباهلة جمع أهله؛ لأن المباهلة إذا باهلت رجلاً فاجمع أهل بيتك، فجمع علياً وفاطمة والحسن والحسين وأعطاهم الكساء ولفهم وقال: هؤلاء أهلي.

وأتى يباهل فرفضوا المباهلة؛ لأنهم عرفوا أنهم سوف يهلكون ويعدمون؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم صادق، إذاً فهؤلاء أهله عليه الصلاة والسلام، وآل محمد كل تقي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015