ثم مسألة تفريع المسائل على حساب الرأي.
ألقى أحد الأساتذة درساً في الحديث؛ فلما انتهى من درس الحديث كان طالب يحب الفلسفة ويحب كتبها، يذاكر دائماً في الفلسفة، وفي كتب الثقافة، لا يعرف النصوص ولا يحبها كثيراً، فلما انتهى قال: يا أستاذ أتسمح لي أن أفلسف الدرس للطلبة؟ قال: لا دعنا منك ومن فلسفتك ومن علم ابن سينا.
فانظر كيف استحب هذا الطالب أن يفلسف الدرس، والدرس لا يحتاج إلى فلسفة، الحديث حديث، والتفسير تفسير، والفقه فقه فكيف يفلسف للطلاب؟! لأنه من يعش على كتب الفلسفة والإرتيائيين يحب هذا المنحى، بعض الطلبة إذا أصبح قال: ما عنده إلا رواه البخاري، رواه مسلم، رواه أبو داود، رواه أحمد، وهل العلم إلا هؤلاء؟ وهل العلماء إلا هؤلاء؟! وهل الدعاة إلا هؤلاء؟! فيعرف هذا.
وهي مسألة: اجعل أرأيت في اليمن، يقولها ابن عمر، وجعلت منهجاً لتقديم النقل على العقل، اجعل أرأيت في اليمن.
ومسألة: قالوا فإن قالوا قلنا، كثير من المتفقهة في كتبهم يقولون: (فإن قالوا قلنا) وهذه افتراضات وتوليدات المسائل تنفع لتفتيق الذهن وإيجاد ملكة، لكنها تستهلك الوقت، وتعدم الذكاء في مسائل ينبغي أن تفهم، فعليك أن لا تسلط على ذهنك كثيراً في مسألة: فإن قالوا قلنا إلا أن تمر مروراً عابراً، ثم تجعل ذكاءك وفطنتك ولموعك وإشراقك في قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم.