البخاري وعلم المقاصد

يقول ابن حجر: العلوم أصولها: تفسيرٌ وفقهٌ وحديث، والبخاري ضرب في كل علم بسهم.

فهو يبدأ معك في التفسير، فيصدر الكتاب بآية ثم يفسر الغريب فيها ثم يأتي بالحديث، وهذا هو علم المسلمين، فحبذا أن يكون طالب العلم يومه ونهاره حول هذه الثلاثة العلوم، أو يكون له ثلاثة أيام من الدهر يوم التفسير يبحث فيه كتب التفسير، ويوم الفقه يعيش مع الفقهاء، ويوم الحديث يعيش مع المحدثين؛ لأن أصالة المسلمين في المحدثين والفقهاء والمفسرين، أما البقية فعلم وسائل تندرج تحتها، وإن قصرت فيها فتعذر، غير أنك لا تعذر حين تقصر في التفسير والفقه والحديث، هذه وصية ونصيحة وتجربة.

إن على طالب العلم أن يركز على هذه المقاصد، التوحيد يدخل في الفقه والتفسير، وهو ليس علماً مستقلاً، ما أكثر التشقيق والتقعر في مسألة التوحيد! حتى أن الذهبي كان يلوم الذين يزيدون على النصوص، ففي نصٍ رواه أحد العلماء يقول: الله ربنا مستوٍ على العرش، وزاد بعضهم وقال: بذاته، قال الذهبي: قلت: هذه من كيس عفان والسلام، من أين أتى بذاته، التوحيد يمرُّه السلف كما جاء خاصة الأسماء والصفات معتقدهم أن يثبتون روح النص، ولذلك لاموا ابن حزم الظاهري رحمه الله في أول المحلى يوم أتى إلى التوحيد فشرح، وأتى يستنبط، وأتى إلى الفرعيات فجمد على الظاهر ونفى القياس، قالوا: سال في موضع الجمود وجمد في موضع السيلان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015