{وأما الذي رأيت في النهر -هو الذي يسبح في الدم ويخرج رأسه من النهر ثم يلقم الحجر- فهذا آكل الربا} ولا إله إلا الله ما أكثر من يأكل الربا اليوم! كثير من الناس يأكل الربا عمداً جهاراً نهاراً مثل الشمس في رابعة النهار، ويعرف حكم التحريم، لكن لا يسمع موعظة ولا خطبة ولا نصيحة ولا محاضرة ولا فتوى، ويأكله وهو يدري أن بيته بناه من ربا، وسيارته اشتراها من ربا، وأن ثوبه لبسه من ربا، وبعد ذلك يأتي في المسجد، يقول: يارب يارب، قال الرسول عليه الصلاة والسلام: يقول: {يمد يده إلى السماء يا رب يارب! ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، فأنى يستجاب له!} وصح في صحيح مسلم من حديث جابر قوله عليه الصلاة والسلام: {لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وقال: هم سواء} وصح عنه عليه الصلاة والسلام عند الحاكم وغيره أنه قال: {الربا ثلاثة وسبعون باباً أدناها كأن يزني الرجل بأمه، وأربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه المسلم} فالربا منتشر وفاشٍ وهو خطير يدمر المجتمعات، ويفسد الأبناء والجيل، وينزع البركة ويورث الهم والاضطراب حتى يعلل بعض فلاسفة الغرب أن ما أصاب الغرب من هم واضطراب وانزعاج وعدم استقرار هو من مسألة الربا، والمسئولون عن الربا في العالم هم اليهود، وأتباعهم يحشرون معهم، فحذارِ حذارِ من الربا!