محمد عليه الصلاة والسلام كان يرى في المنام فتأتي مثل فلق الصبح، فقبل معركة أحد بساعات رأى في الليلة الأولى ومعركة أحد سوف تبدأ في الصباح، وهو القائد الذي يخوض المعركة بنفسه ويصلي بالناس ويجاهد ويرفع الراية ويفتي ويربي ويعلم، ويجلس مع النساء فيعلمهن، ومع الأطفال ويوزع الصدقات، فهو أفصح وأكرم وأشجع وأبر الناس وأذكاهم عليه الصلاة والسلام.
قام يوم الجمعة، فأعلن الحرب على أبي سفيان وأعلن حالة الطوارئ والتأهب في المدينة ونزل ونام تلك الليلة، فرأى أن ذباب سيفه انكسر، وكأنه يدخل يده في درع حصينة عليه الصلاة والسلام، هذه في المنام، وكأن بقراً تنحر أمامه عليه الصلاة والسلام، فخرج في الصباح قبل المعركة، وقال: {رأيت البارحة كأن ذبابة سيفي انكسرت -انكسر رأس السيف- وكأني أدخل يدي في درع حصينة، ورأيت بقراً تنحر قالوا: أول ذلك يا رسول الله، قال: أما ذبابة السيف التي انكسرت، فرجل من أهل بيتي يقتل في المعركة}؛ وكان حمزة أسد الله في أرضه الذي ما رأى التاريخ أشجع منه! كان يركب ريشة نسر حمراء على عمامته معناها عند أهل الحرب خطر ممنوع الاقتراب، وكان يدوس الكفار كما يدوس الأسد الماعز فقتل هو في أحد {قالوا: والدرع يا رسول الله قال: المدينة الدرع أن نأوي إلى المدينة وينصرنا الله قالوا: والبقر؟ قال: خير يقتل من المؤمنين شهداء} فقتل سبعون، هذه من رؤياه عليه الصلاة والسلام.