Q إني أعاني من الفتور, ومن نفسي الغافلة الناسية للموت, والله يعلم ما بي من قلق وقسوة في قلبي, أرجو أن تخبرني ما هي أسباب الفتور والغفلة؟ وما أسباب الإقبال على الله، أفادك الله وبارك فيك؟
صلى الله عليه وسلم مسألة الإقبال والإدبار قال عنها بعض السلف فيما صح عنهم: إن للنفوس إقبالاً وإدباراً، أولاً: نعترف جميعاً أن نفوسنا ليست على وتيرة واحدة في القوة والنشاط، في العبادة والكسل, فمرة تصفو نفسك, وينشرح صدرك, وتقبل على الطاعة, وتكثر من النوافل, ومرة تكل وتسأم وتمل, فإذا سئمت ومللت وكللت فألزم نفسك الفرائض, وإذا أقبلت نفسك فعليك بالنوافل.
لكن هناك أسباب للفتور, منها:
1 - الجلوس مع البطالين, قال أبو معاذ الرازي -أحد الصالحين-: لا تشتغل بالجلوس مع الفجار عن الجلوس مع الأخيار, ولا تشتغل بالجلوس مع الأخيار عن الجلوس مع الواحد الغفار.
2 - كثرة رؤية المعاصي كالنظر إلى الحرام، وسماع الغناء, وأكل للربا, وتخلف عن الصلوات جماعة, وإعراض عن القرآن.
3 - كثرة المباحات, مثل: كثرة النوم والضحك، والهزل والنشيد الذي لا ينفع, لأن بعض الناس يدمن حتى في بعض المباحات, فالنشيد على سبيل المثال تجد بعض الشباب عنده خمسون شريطاً في الأناشيد وليس عنده محاضرة أو درس إلا شريط واحد, وبعضهم مع الأناشيد على الحافلة وداخل الحافلة وتحت الحافلة , في الصباح والمساء كالصلوات الخمس, وهذا ليس بصحيح, فالمباحات يجب أن تكون بقدر, وكثرتها تقسي القلب، وتورث الفتور.
ومما يقوي الإقبال:
تدبر القرآن، كثرة النوافل، كثرة الذكر، زيارة الصالحين، حضور مجالس الخير.