زيارة القبور وهذا مع غلبة الحضارة واختلاط الناس، ومع المغريات والشهوات، ومع ما وجد من مطعومات وملبوسات ومفروشات؛ نسوا الموت، وزيارة المقابر -يا أيها المسلمون- إن من أعظم ما يذكر بلقاء الله: هو الزيارة الشرعية للرجال, فتزور فتتذكر وتسلم على أهل المقابر وتدعو لهم, وتذكر كيف أخذهم هادم اللذات؟ وكيف صرعهم في الحفر المظلمات؟ وكيف أخرجهم من الدور والقصور؟ أكلوا وشربوا واستأنسوا ولبسوا وضحكوا, ركبوا السيارات الفاخرة، وتقلدوا المناصب, وسعدت بهم المواكب, ورفعوا البنود، وحفت بهم الجنود، واحتشدت عليهم الأنام, وارتفعت على رءوسهم الأعلام, ثم سلبوها جميعاً ووقعوا هناك والله المستعان.