حضرت الوفاة عمرو بن العاص الذي يُسمَّى (أرطبون العرب) داهية من الدهاة، ولكن لا حيلة في الموت, أبطل الموت دهاء الدهاة, وأعدم الموت قوة الأقوياء, ونسف الموت بنيان الأغنياء, فلما انقعر في سكرات الموت قال له ابنه عبد الله الزاهد العابد: [[يا أبتي! صف لي الموت، فإنك أصدق واصف للموت -فهو يذوق الموت ويشرب الموت, وهو يزاول سكرات الموت- قال: يا بني! والله لكأن جبال الدنيا على صدري, وكأني أتنفس من ثقب الإبرة]] انظر إلى الوصف: كأن جبال الدنيا على صدري، وكأني أتنفس من ثقب الإبرة.