وفي آخر هذه الكلمة والمحاضرة أتوجه بالكلام إلى المرأة المسلمة؛ علها أن تسمع هذا الكلام مباشرة أو بواسطة الشريط: أن تتقي الله في رمضان، وأن تحافظ على رمضان ألا يفوتها ويسلب منها، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: {إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وخافت ربها، وأطاعت زوجها، دخلت جنة ربها} فهنيئاً للمرأة المسلمة التي جددت توبتها في أول رمضان، وأكثرت من التلاوة والذكر، وقدمت لنفسها من الصدقات، وأطاعت زوجها في طاعة الله، وغضت بصرها، وحفظت زوجها في نفسها، وقامت بإدخال الإسلام بيتها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم:6] ما معنى إدخال الإسلام البيوت؟ معناه أن تدخل الصلاة البيت، وأن تدخل القرآن والشريط والكتاب الإسلامي وذكر الله البيت، وأن تخرج المعاصي والغناء والفحش والخنا وكل ما يغضب الله من البيت، هذا هو معنى الإسلام، والمرأة المسلمة كفيلة إذا وفقها الله بهذا، فإذا صلحت أصلح الله بها أبناءها.
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق
الأم نبت إن تعاهده الحياء بالري أورق أيما إيراق
أسأل الله لنا ولكم صلاحاً، رجالاً ونساء، وتوفيقاً خالداً، حضوراً وغياباً، وأن يتغمدنا برحمته ويجزل لنا مثوبته، وأن يجعلنا من عتقائه في هذا الشهر، وألا يجعلنا من قوم دخل عليهم رمضان ولم يخافوا فيه الديان، ولم يتقربوا إلى الرحمن، ولم يستفيدوا فيه من الدروس وما اتعظوا بالعبر.
اللهم لا تجعلنا من قوم انسلخ عنهم رمضان وهم في الغضب والخسران والخذلان والحرمان، واجعلنا ممن أعتقتهم من النيران، وصفدت عنهم الشياطين وأدخلتهم الجنان، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أسدل علينا عفوك وبرك ورحمتك، واعتق رقابنا من النار، فإن أجسامنا على النار لا تقوى.
اللهم ثبتنا بالقول الثابت، واهدنا سبل السلام، وأخرجنا من الظلمات إلى النور، واجعلنا ممن تقبلت عنهم أحسن ما عملوا وتجاوزت عن سيئاتهم في أصحاب الجنة، وعد الصدق الذي كانوا يوعدون.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.