السهر الضائع في رمضان

السهر الضائع: فإن البرنامج بعد ما يدخل رمضان يتحول إلى نوم في النهار وسهر في الليل، فيصبح الليل نهاراً والنهار ليلاً.

أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا تورد يا سعد الإبل

وقد جعل الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى الليل لباساً، والنهار معاشاً، وجعل النوم سباتاً، والليل سكناً، والنهار معاشاً ونشوراً، فلماذا نخالف سنة الله في الحياة؟

وبعد أيام سوف ترى السهر من صلاة التراويح إلى صلاة الفجر، وهو ليس بحرام والحمد لله، لكن على ماذا السهر؟

إن الحدائق سوف تكتظ بالناس، وتسمع الغناء كأنهم في عيد سبتمبر، عيد الخسارة والدمار يوم أحرق وجه الأمة وأرغم في التراب، أرغمه مثل شامير ورابين وأذنابهم وأمثالهم، وتجد كثيراً من الرحلات والجلسات التي لا ترضي المولى بل قد تغضبه سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، جماعات من كثير من الشباب الذين ما اهتدوا، يتجمعون في رمضان في السهر إلى السحر، ثم قد ينامون بدون سحور النهار كله، فهذا السهر لا يرضي الله، وهو سهر في المعصية، وحبذا من أراد أن يسهر أن يكون له برنامج في السهر، يسهر مع أهله يعلمهم السنة، مع كتاب وشريط إسلامي، مع دعاة، في دروس، في تهجد، يأخذ المصحف ويصلي تارة، ويدعو تارة، ويقرأ تارة، ويستغفر تارة، فهذه -والله- فرص لا تتعوض.

ولو أنا إذا متنا تركنا لكان الموت غاية كل حيٍ

ولكنا إذا متنا بعثنا ويسأل ربنا عن كل شيء

تتمنى يوم القيامة دقيقة صرفتها في الطاعة، ولكن لا تجد دقيقة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015