يدخل موسى عليه السلام إلى فرعون، وقبل أن يدخل إلى الديوان وهو يعرف أن الموت في الديوان، فإن فيه فرعون الطاغية، وهو إرهابي فتاك، ودكتاتوري مجرم، أعلن خساره في الدنيا والآخرة: {قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى} [طه:45] فأتى كلام الذي هو خير حافظاً وهو أرحم الراحمين {قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه:46] فتكلم معه بقوة فحفظه الله.
نزل إلى الميدان وقال: ألقوا، فلما ألقوا أوجس في نفسه خيفة، فأتاه كلام الذي هو خير حافظاً وهو أرحم الراحمين، قال: {قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى} [طه:68] أنت مع الله، ولذلك يقول سيد قطب: عند قوله تعالى: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران:139] قال: نحن الأعلون سنداً، والأعلون متناً، ميراثنا من الله، وعزنا من الله، وصلتنا بالله.
أو كلام قريب منه.
{قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى} [طه:68] فأنت الأقوى والله معك، وإذا كان الله معك، فمن تخشى؟!
فالزم يديك بحبل الله معتصماً فإنه الركن إن خانتك أركان
ألقى العصا ونجا، ولما أراد أن يدخل البحر قال الله له: {اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ} [الشعراء:63] فأنجاه الله من فرعون، وفرعون لما ضيع الله ضيعه الله.