ولما عاد عليه الصلاة والسلام إلى المدينة، أحس بدنو أجله، وبدأت وحشة الفراق وطلائع التوديع ودموع الأسى، وقف على المنبر، وقرأ قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً} [النصر:1 - 3] فبكى أبو بكر، فقال الناس: مالك تبكي يا أبا بكر! فقال: أجل الرسول عليه الصلاة والسلام نعي إليه، الفراق قريب.
فراق ومن فارقت غير مذممٍ وأم ومن يممت خير ميمم
وما منزل اللذات عندي بمنزلٍ إذا لم أبجل عنده وأكرم