أقوال أهل السنة في معنى: السمع والبصر في الحديث

القول الأول:

أن هذا على سبيل التمثيل, أي: كنت سمعه وبصره في امتثال أمري وفي طلب طاعتي, فهو يحب طاعتي كحبه لسمعه وبصره.

أي: يحب طاعتي وذكري وتلاوتي ومرضاتي كما يحب سمعه وبصره، فهذا على التمثيل.

القول الثاني:

قيل: كله وجسمه مشغول بي، فلا يصغي بسمعه إلا إلى ما يرضيني، ولا ينظر إلا لما يعجبني، ولا يتفكر إلا في مخلوقاتي، ولا يفعل بيده إلا في طاعتي، ولا برجله إلا مرضاتي.

القول الثالث:

أجعل مقاصده كأنه ينالها بسمعه وبصره, أي: ألبي له المقاصد حتى كأنه يتناولها بالسمع والبصر.

القول الرابع:

كنت له في النصرة كسمعه وبصره ورجله, أي: كنت أقرب إليه في النصرة من اليد، وفي المعونة من الرجل، وفي المعونة والنصرة من العين ومن الأذن.

القول الخامس:

قيل: على حذف المضاف, فمعناه كنت حافظ سمعه وبصره ويده ورجله.

القول السادس:

وهو الراجح إن شاء الله، قيل: معنى سمعه أي: مسموعه، فلا يسمع إلا ذكري ولا يرى إلا صنعي.

وقال الخطابي: هذه أمثال، والمعنى: أني أوفقه لطاعتي ولمحبتي ولعبادتي فيباشر الأعمال، هذا هو معنى الحديث الراجح إن شاء الله, وهو أن الله يوفقه للطاعة فلا يتصرف بأعضائه إلا في محبة الله عز وجل كنت سمعه وبصره ويده ورجله, أي: أنني أحفظه في هذه الأمور وأوفقه لهذه الأمور فيكون لله وفي الله وبالله, فيستخدم ويستغل هذه الأعضاء والجوارح في مرضاة الله تبارك وتعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015