وهي أعظم آية في القرآن، وأنتم تعرفون الحوار الحار بين الشيطان وأبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه حين جعله صلى الله عليه وسلم يحرس تمر الصدقة -والحديث عند البخاري ومسلم - فقام يحرس، فأتى الشيطان في صورة شيخ كبير، فكان يأخذ من التمر والحب فأمسكه وقال له أبي هريرة: لأرفعنك لرسول صلى الله عليه وسلم، فشكا الحال والجوع والفقر والأبناء -وكان أبو هريرة رحيم القلب- فتركه، وفي اليوم التالي أتى فأراد أبو هريرة رفعه فقال: اتركني، وفي اليوم الثالث أتى، فقال له: لأرفعنك إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: دعني أعلمك آية لا تقرؤها في ليلة إلا كانت لك حرزاً -أو حافظاً فلا يقربك فيها شيطان -وكان أبو هريرة أحرص الناس على الخير- قال له: ما هي؟ قال: آية الكرسي، فذهب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فأخبره فتبسم صلى الله عليه وسلم وقال: {أتدري من تحدث منذ ثلاث يا أبا هريرة؟ قال: لا.
قال: ذاك الشيطان، صدقك وهو كذوب}.
وقد يصدق الكذاب، مثل الكاهن يكذب مائة كذبة ويأتي بكلمة صدق واحدة.
فالآن إذا ذهبت إلى بعض الكهنة في بعض القرى تجده يأتي لك بشيء يبين لك به أنه صادق، مثل يقول: سيارتك هيلوكس؛ لأن الشيطان علمه، لكن يأتيك بتسع وتسعين كذبة: {من أتى كاهناً فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد}.
فآية الكرسي تقال عند النوم وفي الصباح، وفي دبر كل صلاة، وقد صح بها الحديث عند الطبراني.