لا نقول كما قالت المعتزلة: هو في منزلة بين منزلتين، يقولون: ليس بمسلم وليس بكافر، وقد أخطئوا، ويخلدونه في النار.
وقالت الخوارج: من ارتكب كبيرة فهو كافر خالد مخلد في النار، وقد كذبوا.
ونحن نقول: لا يزال مسلماً.
وأما قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: {لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن} فالمعنى أنه مسلم، لكن يرتفع الإيمان عنه، كما قال عطاء وغيره، فهو في حالة مزاولته الزنا، يرتفع عنه الإيمان حتى يصبح كالظلة فوق رأسه، لكنه ما خرج من دائرة الإسلام، فالإسلام دائرة واسعة، وداخلها دائرة الإيمان، وداخل دائرة الإيمان دائرة الإحسان، فكل محسن مؤمن، وكل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمن، وليس كل مؤمن محسن فليعلم ذلك.