Q نلاحظ أثناء الأزمة اختفاء دور أهل الفن والكرة والعلمانيين وأصحاب المصلحة، لكن حينما زالت الأزمة نرى أنهم يعودون الآن تدريجياً فما تعليقكم على ذلك؟
صلى الله عليه وسلم يقول العربي:
وإذا تكن ملمة أدعى لها وإذا يحاس الحيس يدعى جندب
وهذا بيت يمثل به الشجاع العربي أخاه وهو، يقول: إذا كانت هناك مهمة وكلفة ومشكلة أدعى أنا لأحمي أهلي، وإذا كان هناك حيس -والحيس: هو البر بالسمن- يدعى جندب أخوه، يقول: وهذا ليس صحيحاً، فبعض الناس للحيس، يعني أوقات الراحة والتسلية على الأمة، بل بعضهم كما يقول تعالى: {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً} [فاطر:8] وقرأت مقابلة مع مغن في أحد الصحف قالوا: ماذا قدمت للأمة في تلك الأزمة؟ قال: قدمت لهم صوتي ووتري وعودي -الله أكبر! جزاك الله خيراً ما هذا الطموح؟! - قال: وأنشدت نشيداً وطنياً قلت فيه:
الله الأول وحبـ ك يا الوطن ثاني
وهذه الكلمة شرك في حد ذاتها، وقد نبه أهل العلم أنه لا يجوز إطلاقها وهو يعني أنه هزم صدام حسين بالوتر والعود!
والجيوش العربية كانت تتوخى ألا تسمع نشيداً في المعركة ولا غناء لأنها تنهزم، ويقولون معركة عبس وذبيان كانت من أسباب انهزام إحدى القبيلتين أنهم سمعوا مغنية معها عطر اسمه: منشم، فانهزم الجيش كله فيقول زهير:
تداركتما عبساً وذبيان بعدما تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم
فالأمة لا تحيا ولا تنتصر بالغناء والمجون واللهو والضياع والتفلت, فنحن أمة لنا رسالة خاصة واتجاه ولنا مبادئ محددة, والحمد لله الأمة في غنى عن الغناء والضياع, وعندها مبادئ وسماع شرعي رحماني أنزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لأن الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين واليابانيين واليونان والروس والصينيين إذا استمعوا الغناء, فما عندهم قرآن, لكن عندنا السماع الشرعي المحمدي القرآني وعندهم السماع الشيطاني الطاغوتي اللاهوتي الضائع، فلا يجوز أن تقرن هذا بهذا, والحقيقة أن الأحداث تتكلم عن نفسها، فقد رأينا من هو أعود على الأمة صلاحاً, هل هو الطيار والطبيب والمهندس والداعية والمعلم والأستاذ والتاجر المسلم؟ أم هو المغني والمطبل والضائع والكاتب بلا هوية والمرتزق بمبادئه والمتعاطي بقلمه, يقول تعالى: {قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ} [البقرة:60].