الثمرة الثانية عشرة: لابد للمصالح أن تخدم المبادئ؛ لأن بعض الناس انقلب عن موقفه وتغير، أصدقاء الرخاء والموائد والمنافع يتلاشون:
جزى الله الشدائد كل خير عرفت بها عدوي من صديقي
فلا نصادق أحداً إلا على لا إله إلا الله محمد رسول الله، ولا نحبه إلا لأنه يتولى الله ورسوله والذين آمنوا: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} [المائدة:55 - 56].
يا أيها الإخوة: هذا هو المبدأ الصحيح, ألا يكون بيننا وبين الناس منافع مشتركة أو مواقف محددة فانتقاصنا لهذا لأمر غير الدين، ويمدح هذا، ويسب هذا لأمر غير الدين، حينها تفشل هذه الصداقة: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف:67] بل وجد أن من مد بالسلاح أصبح حرباً، ومن مد بالمال أصبح طعنة:
أعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني
إذاً من هو حبيبنا؟! من يسجد لله بأي لون أو بأي شعب أو بأي لغة، من يعترف بلا إله إلا الله محمد رسول الله هو أخونا نحبه ونتولاه.