الثمرة السادسة: أزيح عن طريق الأمة عدواً لدوداً من أعدائها، تصوروا من هو العدو! إنه جيش يربى من عهد ميشيل عفلق أتظن أن ميشيل عفلق يربي جيشه أحمد حسن البكر وصدام حسين لقتل إسرائيل أو إحراق نصف إسرائيل!
في مذكرات حردان التفريدي أخبر أن هناك معاهدة عدم اعتداء حزب البعث وبين إسرائيل عدم الاعتداء وهذه موجودة في المواثيق، أما الضحك على دقون الشعوب بأنا سوف نحتل إسرائيل لا:
أسد علي وفي الحروب نعامة فتخاء تنفر من صفير الصافرِ
هلا برزت إلى غزالة في الوغى بل كان قلبك في جناح طائرِ
وهذا الجيش مهيأ لضرب بلاد المسلمين؛ لأنه لا يريد لا إله إلا الله، فإن علمه مكتوب عليه:
آمنت بـ البعث رباً لا شريك له وبالعروبة ديناً ماله ثاني
وإنما قول صدام: الجهاد في سبيل الله كقول فرعون لما أصبح في البحر: {آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرائيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [يونس:90] فهو يضحك على الهنود والباكستانيين والأفغان والأتراك؛ لأنهم يحبون من ينادي للجهاد؛ لأنهم ما وجدوا من ينادي بالجهاد فلما نادى أراد أن يكسب عاطفتهم فما كسبها والحمد لله، المقصود بالثمرات كسر ظهر البعث , وما ألذ وما أحسن أن رأينا وجهه يعفر بالتراب:
ما ربع أمية محفوف يطوف به غيلان أبهى لنا من خدها الترب
لما رأت أختها بالأمس قد خربت كان الخراب لها أعدى من الجرب
يقول سبحانه: {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [يوسف:21] انظر كم أتاه من رجل يلتمس منه أن يتنازل ويصطلح، ولو تنازل واصطلح مع الناس لأبقى قوته، ولكن الله غالبٌ على أمره، قالوا: خذ ما أردت من الشروط، فلو وافق كان خيراً له, لكن الله غالبٌ على أمره.
فحطم الله قوته, وكسر ظهره, وأزال شره, فلله الحمد والشكر.
وهذه ثمرة -وأظنها والله أعلم- في طريق مستقبل الإسلام؛ لأنه بإذن الله بعد سنوات سوف يسيطر على العالم هذا الدين الخالد؛ لأن المستقبل له: {إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ} [مريم:40] فالوارث هو الله, والخلافة لهذا الدين، وقبل سنوات كسر ظهر الشيوعية واليوم البعث وغداً الصليبية وبعد غد اليهودية ليبقى دين الله عز وجل: {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام:45].