ثباته في قصة الإسراء والمعراج

حتى لما كلم صلى الله عليه وسلم لما أتى من الإسراء والمعراج، وكلم قريشاً، فاستهزأ به أبو جهل يقول: أين كنت البارحة يا محمد؟

قال: وصلت السماء السابعة، فضحك أبو جهل حتى كاد يسقط، ثم جمع كفار قريش في الحرم، قال: اسمعوا داهية الدواهي، تعالوا فأجلسهم، قالوا: يا محمد! أين كنت البارحة؟

قال: ذهبت إلى بيت المقدس، ثم صعدت إلى السماء السابعة، وكلمت الله.

قال الوليد بن المغيرة: فإنا قد علمنا ورأينا وعرفنا بيت المقدس في التجارة، فصفه لنا، فأخذه عليه الصلاة والسلام الكرب حتى عرق جبينه، لأنه مر في طرف ليلة في الظلام، وما رأى بيت المقدس وما رأى مفاتيح الباب، وما رأى مداخل المسجد، فأتى الله فأنقذه، فأتى بصورة بيت المقدس، عرضت عند دار الأرقم بن أبي الأرقم، مكبرة في الحرم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم أمامه.

قال: بيت المقدس له أبواب كذا وكذا، ومدخله: كذا وكذا، فقال الوليد بن المغيرة: والله ما زدت ولا نقصت على بيت المقدس بهذه.

فقال: ما رأيك يا أبا بكر؟

فقال: صدقت.

وكلما قال له كلمة قال: صدقت، وكلما قال: وصعدت إلى السماء.

قال: صدقت.

قال الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ} [الزمر:33] من الذي جاء بالصدق؟

محمد صلى الله عليه وسلم.

ومن الذي صدق به؟ أبو بكر، فسموه الصديق؛ لأنه صدق الله، فصدقه الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى.

وأخرج البخاري عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {هل أنتم تاركوا لي صاحبي، إني قلت: أيها الناس! إني رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم جميعاً، فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدقت}.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015