أما السعد الشيرازي عند محمد إقبال فله موقف معه, يقول: أنا لا أحب أن يبقى الواعظ في المسجد، أنا أحب الإنسان أن يكون عالمياً يغير مجرى التاريخ، أنت تصلي لنفسك، وتسبح لنفسك، وتصوم لنفسك، لكنك تغير العالم لله رب العالمين، وتكون مؤثراً في هذا العالَم.
الشيرازي كان يؤمن ببعض القضايا الصوفية، ووحدة الحب عنده مزاجية، ولذلك يقول في قصيدته المشهورة, وهي مكتوبة على هيئة الأمم المتحدة في نيويورك، يسمونها وحدة الشعوب, يقول فيها:
قال لي المحبوب لما زرته من بباببي قلت بالباب أنا
قال لي أخطأت تعريف الهوى حينما فرقت فيه بيننا
ومضى عام فلما جئته أطرق الباب عليه موهناً
قال لي من أنت قلت انظر فما ثَمَ إلا أنت بالباب هنا
قال لي أحسنت تعريف الهوى وعرفت الحب فادخل يا أنا
وهذا من أحسن ما قيل في الشعر، وهي قصيدة جميلة ولكن محمد إقبال يقول: لا لا بد يا شيرازي أن تخرج بعصاك وببردتك لتغير العالم، وقد أتى إلى مشايخ الأزهر فخطب وألقى فيهم كلمة، فقال: لا يكفي أن تبقوا في مصر، أنتم لـ مصر ولكل الأمصار، لستم أنتم هنا على الكراسي تفتون للناس، بل أنتم للدنيا كلها.