الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه, حمداً يوافي نعماءه, والصلاة والسلام على معلم الخير وهادي البشر, الذي أتى بالكتاب المبين, والقرآن العظيم, والحبل المتين, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً, أمَّا بَعْد:
فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته
ومع كتاب الله تبارك وتعالى, ومع هذه النعمة التي من الله بها على الأمة الإسلامية, يقول شوقي:
آياته كلما طال المدى جدد يزينهن جلال العتق والقدم
أخوك عيسى دعا ميتاً فقام له وأنت أحييت أجيالاً من الرممِ
أتى على سفر التوراة فانهدمت فلم يفدها زمان السبق والقدم
ولم تقم منه للإنجيل قائمة كأنه الطيف زار الجفن في الحلم
أمَّا بَعْد:
فكنا مع الفاتحة، ولا نزال معها أبداًَ إن شاء الله, يقول سُبحَانَهُ وَتَعَالى: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} [الفاتحة:1 - 7] وصلنا في هذا الدرس إلى قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:5].
وهذا الدرس اسمه "في ظلال إياك نعبد وإياك نستعين" وهذه الكلمة هي ملخص لرسالته عليه الصلاة والسلام, لما أنزل الله الكتب السماوية: التوراة والإنجيل والزبور والقرآن, جمعها في المفصل, ثم جمعها في الفاتحة, ثم جمعها في قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:5] وفي هذه الآية ثمان قضايا:
الأولى: إياك بالتشديد أو بالتخفيف, وما الفرق بين إياك , واياك.
الثانية: لماذا قدم الضمير فقال: إياك نعبد ولم يقل: نعبد إياك؟
الثالثة: لماذا جمع نعبد ولم يقل: أعبد؟
الرابعة: ما معنى العبادة؟ وما أقسامها؟ وما أقسام العباد؟
الخامسة: أنواع العبادة.
السادسة: أخبار العباد، في رحلة شائقة مع العباد الذاكرين, والصائمين والمصلين, والقائمين الليل من السلف الصالح.
السابعة: الاستعانة بقسميها الاثنين.
الثامنة: الناس في العبادة والاستعانة أقسام, سوف أذكرها إن شاء الله.